للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمكة يكتب إلى رسول الله أخبار المشركين، وبعد الهجرة أراد أن يرحل إلى المدينة مهاجرا فقال له النبي : مقامك بمكة خير، ثم هاجر بعد زمن وشهد، ووقعة حنين فثبت مع رسول الله لما انهزم الناس، وشهد فتح مكة أيضا، وكان طويلا جميلا أبيض بضا له ضفيرتان، وعاش نيفا وثمانين عاما، أصيب في آخر عمره بمرض في عينيه فعميتا، وهو أبو الخلفاء العباسيين يتصل نسبهم به، وكان جليل القدر رفيع الجانب.

قال الصفدي في نكت الهميان: ولم يمر (أي العباس) بعمر ولا بعثمان وهما راكبان إلا ترجلا: إجلالا له، وبارك الله في نسله.

قال الجهشياري في كتاب الوزراء: أحصي ولد العباس في سنة مئتين فبلغوا ثلاثة وثلاثين ألفا (٣٣٠٠٠).

وتوفي () بالمدينة ودفن في البقيع، وله عشرة أولاد ذكور، سوى الإناث، منهم حبر الإسلام عبد الله بن عباس.

الحسن بن علي

ولد سنة ٣ وتوفي سنة ٥٠ هـ.

أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب: خامس الخلفاء (الآتي ذكرهم) وآخرهم، أمه السيدة فاطمة بنت رسول الله وهو أكبر أولادها وأولهم، ولد في المدينة المنورة ونشأ بها، وكان عاقلا حليما وقورا محبا للخير حسن الخلق والخلق، لما استشهد أبوه علي (وستأتي في ترجمته) عمد أهل العراق إليه فبايعوه على الخلافة سنة ٤٠ هـ، وأشاروا عليه بالمسير إلى الشام لمحاربة معاوية بن أبي سفيان، فأطاعهم وزحف بمن معه، [وعرف] خبره معاوية فسار من الشام إليه، فلما تقارب الجيشان في موضع يقال له مسكن بناحية من الأنبار، علم الحسن أن هاتين الطائفتين لا تغلب إحداهما الأخرى، إلا بفناء عدد عظيم منها، فعظم عليه

<<  <   >  >>