للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عدنان

كان في نحو سنة ١١٠٠ قبل الهجرة

كان النبي إذا انتسب فبلغ عدنان يمسك ويقول: كذب النسابون. فلا يتجاوزه، وإجماع المؤرخين ورجال الأنساب على أن عدنان من أبناء إسماعيل ابن إبراهيم ، والذي اعتمده القلقشندي في نسبته إلى إسماعيل أن عدنان ابن أد بن أدد الهميسع بن سلامان بن نبت بن حمل بن قيدار بن إسماعيل ، وإسماعيل يبتدئ به القسم الثالث من أقسام العرب في جاهليتهم، وذلك أن المؤرخين يسمون الجيل الأول من أجيال العرب «العرب العاربة» وهم الذين انقطعت أخبارهم وبادت آثارهم، وربما سموهم العرب البائدة، ومنهم قبائل عاد وثمود وطسم وجديس وجرهم الأولى. والجيل الثاني يبتدئ بقحطان وسموه «العرب المتعربة» يذهبون إلى أن قحطان وابنه يعرب أخذا العربية عمن تقدمهم وسيأتي الكلام على قحطان وبنيه. والجيل الثالث «العرب المستعربة» ويبدأ بإسماعيل وسموهم مستعربين لأن إسماعيل لم يكن عربيا، وإنما هاجر ومعه أمه هاجر من الشام إلى الحجاز، وكان الحجاز وتهامة حينئذ مقر العمالقة، فأصابت سكان اليمن مجاعة نشأت عن قحط أصاب بلادهم فأقبلوا مهاجرين نحو تهامة يطلبون الماء والمرعى، فاجتمع بهم إسماعيل وأمه فأقبلا معهم، واحتلوا أسفل مكة، ثم حاربوا العمالقة سكان الحجاز فأهلكوا أكثرهم، وأقام اليمانيون المهاجرون في ربوع الحجاز وتهامة وفيهم بقية من جرهم الثانية (وهم من العرب المتعربة) فنشأ إسماعيل فيهم وتعلم منهم اللغة العربية، وكان يتكلم بالعبرانية، وزوجوه من بناتهم فخرج فيهم نسله وكان من أحفاده عدنان المترجم وإليه ينسب الجم الغفير من عرب الحجاز: وذلك أنه ولد له معد وولد لمعد نزار، ومن نزار ربيعة ومضر: وهذان هما اللذان كثرت بطونهما.

<<  <   >  >>