خانوه أولا فخانوه ثانيا ثم خروجه من بغداد يقود جيشه، وكان الأجدر به أن يوجه قائدا يعتمد عليه في مثل هذا الشأن.
* * *
ولما قتل المسترشد كتب السلطان مسعود إلى رئيس الشحنة ببغداد أن يبايع ابن المسترشد وكان ولي عهده واسمه المنصور وكنيته أبو جعفر ولقبه الراشد بالله، فبويع في بغداد على شروط كتبها للسلطان مسعود بخط يده وحلف عليها وهي أنه متى جند جندا، أو خرج للقاء أحد من أصحاب السلطان بالسيف فقد وجب خلعه، فلم تطل أيامه حتى وقع نفور بينهما فتهيأ الراشد لقتاله فعلم مسعود فزحف على بغداد فحاصرها حتى دخلها وفر الخليفة الراشد إلى الموصل ومنها إلى أصفهان فأقام بها حتى قتل.
مولده سنة ٥٠٤ هـ وخلافته سنة ٥٢٩ هـ، وخلعه سنة ٥٣٠ هـ، وقتله سنة ٥٣٢ هـ، قتله بأصفهان بعض خدمه للتخلص منه لأنه لم يكن يستقر في مكان، ودفن بظاهرها في شهرستان.
المقتفي لأمر الله
ولد سنة ٤٨٩ هـ وتوفي سنة ٥٥٥ هـ
لما خلع الراشد بالله استشار السلطان مسعود جماعة من أعيان بغداد فيمن يصلح أن يلي الخلافة فاتفقوا على أبي عبد الله بن المستظهر فدعا به فحضر وأكرمه السلطان واشترط عليه ما كان يشترطه على غيره فبايعه الناس ولقب المقتفي لأمر الله، وهو:
أبو عبد الله محمد بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي، تولى الخلافة وهي على ما علمت من الوهن والضعف وذلك سنة ٥٣٠ هـ فجعل لا يترك سببا من أسباب تقوية ملكه ألا تعلق به دون أن يجاهر السلطان مسعودا أو غيره بعداوة