الأصنام في الكعبة ورجوعها إلى عهد أبعد من عهد سابور الثاني أو الثالث، وكذلك صنع السيد رفاعة الطهطاوي في كتابه بداية القدماء وهداية الحكماء، اختار لعمرو معاصرة سابور الأول، وهو متردد في الحكم غير جازم.
جذيمة الوضاح
مات سنة ٣٦٥ ق. هـ
جذيمة بن مالك بن فهم بن غانم بن دوس الأزدي: أحد ملوك العراق ومن ذوي الذكر الذائع والاسم الشائع. قال المؤرخ ابن الأثير:«كان من أفضل ملوك العرب رأيا، وأبعدهم مغارا، وأشدهم نكاية، وهو أول من غزا بالجيوش، وشن الغارات على قبائل العرب».
كان مقره في الأنبار واليا على من جاوره من عرب العراق من قبل الأكاسرة ملوك العجم في أيام ازدهار ملكهم وامتداد سلطتهم، ثم استولى على السواد (في شمالي العراق) وانقادت له الحيرة والأنبار وسائر القرى المجاورة، ثم طمح بنظره إلى مشارف الشام وأرض الجزيرة فغزاها وحارب ملكها عمرو بن الظرب والد الزباء، فقتله وانتهب بلاده، وكان له من الفرات إلى تدمر، وفرت ابنته الزباء، حتى انصرف جذيمة فعادت إلى تدمر مقر ملك أبيها فجمعت شمل الجند واستعدت، ثم راسلته وعرضت عليه نفسها زوجة له، وكانت أجمل وأعقل وأشهر نساء عصرها، فقدم عليها جذيمة ليتزوجها فاغتالته وقتلته وأخذت بثأر أبيها: وقصتها مشهورة تجدها في أكثر كتب التاريخ والأدب العربي وفي حوادثها أمثال جيدة وأخبار تلذ الثلاة، ولبحثة الإفرنج اهتمام كبير بأمرها وهم يسمونها «زينوبيا - ملكة تدمر»، فارجع إن شئت البحث عنها إلى كتب المستشرقين وأهل التحقيق منهم، وابتعد ما استطعت عن كتب العرب وأقوالهم فيها إلا في ما لا بد منه كالأمثال العربية أو إرادة المقابلة.