للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وولد لقحطان ثلاثة عشر ولدا، وكثر نسله حتى امتلأت به البلاد اليمنية بعد زمن يسير، وإنما تشعبت القبائل والبطون القحطانية من حفيده سبأ بن يشجب ابن يعرب بن قحطان، فكانت منه بطون حمير وبطون كهلان وانتشرت أبناؤهم في الشام والحجاز والعراق واليمن، ومن نسله التبابعة ملوك اليمن، واللخميون ملوك الحيرة، والغساسنة ملوك الشام، وفيه يقول الشاعر:

فما مثل قحطان السماحة والندى … ولا كابنه رب الفصاحة يعرب

يعرب

مات في نحو سنة ٢٦٥٠ قبل الهجرة

يعرب بن قحطان بن عابر: أحد ملوك العرب وحكمائهم وخطبائهم ومن ذوي البسالة والإقدام فيهم ولي إمارة صنعاء بعد موت أبيه، واشتد ساعده، وكثر رهطه بعد عودته من قتال الآشوريين في العراق وبابل، فأقام في مقر إمارته سنينا يعد عدده وينمي عدده، ورأى قوم عاد (الثانية) قد طغوا في اليمن فخاف زحفهم عليه، فجمع جموعه وابتدأهم فحاربهم فحالفه التوفيق والظفر فامتلك البلاد اليمانية، وصفا له الملك بها، ثم حارب العمالقة وكانوا في الحجاز فغلبهم على أمرهم، وولى إخوته الأعمال؛ فجعل جرهما على الحجاز، وعاد بن قحطان على الشحر، وحضرموت بن قحطان على جبال الشحر، وعمان بن قحطان على بلاد عمان.

ويعرب هذا أول من حياه وولده بتحية الملك: أنعم صباحا! و: أبيت اللعن!

وهو وأبيه اللذان نشرا لغة العرب في البلاد والممالك، وذلك بعد تفرق الألسن وتبلبلها واختلاف الناس في أساليب التعبير عن ضمائرهم وخواطرهم، وبذلك يقول حسان بن ثابت الأنصاري:

<<  <   >  >>