للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ملوك بني مروان]

[صلة]

رأيت في ترجمة «معاوية بن يزيد» آخر أبناء معاوية بن أبي سفيان، كيف ترك الخلافة للناس دون أن يعهد أو يوصي واعتذر عن نفسه بأنه لم يجد الرجل الذي يحق له أن يركن إليه ويعتمد في أمور المسلمين عليه، وأنت ترى أن المسلمين كانوا على عهد والده في نفور واضطراب وسخط فلما بلغهم موته، وتولية ابنه معاوية المعروف بالضعف وقصر اليد قويت شوكة الثائرين، فبويع لابن الزبير بالخلافة في الحجاز وامتدت سلطته إلى المدينة ومصر فسير إلى المدينة أخاه عبيد الله بن الزبير، وإلى مصر عبد الرحمن بن جحدم الفهري، واليين عليهما، وأبعد بني أمية ومروان بن الحكم إلى الشام، وانبثت الدعاة إلى ابن الزبير بحمص وقنسرين وفلسطين والعراق، ولا سيما حين استقال معاوية من الملك وتركه لمن لا يعرف من يكون، واختلف أهل دمشق وفيهم مريدون لابن الزبير. ومبايعون لمروان بن الحكم، ثم انتهى الأمر باجتماع الشاميين على مروان وهو ابن الحكم بن العاص بن أمية، أموي ولكنه غير معاو فكان أول من ملك من هذا البيت وترادفت أبناؤه من بعده وبويع ابن الزبير في الحجاز والعراق فاجتمع للمسلمين خليفتان حتى كان زمن عبد الملك بن مروان فوجه الحجاج إلى ابن الزبير فقتله وصلبه، ثم نشأت الثورة العباسية على ما سيذكر إن شاء ربك.

* * *

<<  <   >  >>