للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رئاسة دار الندوة، وحجابة الكعبة، واللواء - فكان يعقد لقريش ألويتهم في الحروب - والسقاية - فكان يسقي الحاج، والرفادة وهي سنة سنها قصي في قريش، وذلك أنهم كانوا يأتونه في كل موسم بشيء من أموالهم يصنع منه طعاما للحاج يأكله الفقراء.

قال ابن الأثير في كلامه على الرفادة وكان قصي قد قال لقومه إنكم جيران الله وأهل بيته، وإن الحاج ضيف الله وزوار بيته وهم أحق الضيف بالكرامة فاجعلوا لهم طعاما وشرابا أيام الحج ففعلوا فكانوا يخرجون من أموالهم فيصنع به الطعام أيام منى. قال وجرى الأمر على ذلك في الجاهلية والإسلام إلى الآن فهو الطعام الذي يصنعه الخلفاء كل عام بمنى.

ثم مات قصي بمكة فخلفه بالسيادة أبناؤه ودفن بالحجون فكانوا يزورون قبره ويعظمونه، وهو الأب الخامس من آباء النبي وفي جمعه القبائل يقول الشاعر:

أبوكم قصي كان يدعى مجمعا … به جمع الله القبائل من فهر

عبد مناف

مات في نحو سنة ١٣٥ قبل الهجرة

عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة سيد من سادات الجاهلية كانت له الشوكة في قريش، ساد في أيام أبيه قصي وترأس بعد أبيه، وعبد مناف لقب له، وإنما اسمه المغيرة، ويكنى أيضا أبا عبد شمس، وكان يقال له القمر لجماله، وكانت أمه حين ولدته دفعته إلى مناف، وهو صنم بمكة تدينا فغلب عليه عبد مناف. وكان دون أبيه السالف ذكره بالحكمة والتدبير، فلم يحدث جديدا في قومه بعده، وانقادت له قريش لمكانة أبيه عندهم ولشدة تعلقهم به وحبهم له ولبنيه.

<<  <   >  >>