والحسن (عليه الرضوان) ثاني الأئمة الاثنى عشر عند الإمامية، وذلك أن السادة الإمامية، وهم فرقة من فرق المسلمين تقول بإمامة علي ﵁ بعد النبي ﷺ(انظر كتاب الملل والنحل للشهرستاني)، يذهبون إلى أن إمامة المسلمين يتوارثها أبناء علي عنه، وهم مختلفون في أسماء بعضهم ولكنهم متفقون على عدوهم، وأنهم ختموا بالمهدي المنتظر وهو الإمام الثاني عشر، والأشهر في تسميتهم أنهم: الإمام علي، والحسن، والحسين، وزين العابدين، والباقر، والصادق، والكاظم، والرضا، والجواد، والهادي، والعسكري، والمهدي (رضوان الله عليهم أجمعين)، ولكل من هؤلاء الأئمة شأن معروف ومكان محفوظ، وأنا آت على تراجمهم فيما يلي إن شاء الله.
وأما الإمام الأول علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) فسيذكر في فصل الخلفاء الراشدين.
الحسين بن علي
ولد سنة ٤ وتوفي سنة ١٦ هـ
السيد الشهيد أبو عبد الله الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب، وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله ﷺ: ولد في المدينة المنورة، ونشأ بين عظماء المسلمين وعقلائهم: أديبا عاقلا مفكرا.
قال رسول الله ﷺ:«الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة».
وهو صاحب الفاجعة التي أدمت القلوب وقرحت الأجفان، وأنست الناس أحزانهم، وأبقت في قلوب بني هاشم ومن شايعهم ضغينة لبني أمية لا تنسى أبد الدهر وحسبك أنها ما زالت تغلي في الصدور حتى ضربوا آل أمية ومروان تلك الضربة القاضية فمحوا دولتهم وأزالوا صولتهم حتى لم يبق منهم في بلاد المشرق ديار.