للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وها هو قد اشترى ضيعة سماها السيرية بثلاثة آلاف دينار، وحج الرشيد في تلك السنة وفي نفسه شيء منه، فبدأ بالمدينة فدخلها فاستقبله موسى الكاظم في جماعة من الأشراف، ثم خلا به الرشيد فقال له: أنت الذي يبايعك الناس سرا؟ قال: أنا إمام القلوب وأنت إمام الجسوم، ثم اتفق اجتماعهما عند القبر الشريف؛ فقال الرشيد: سلام عليك يا بن عم. وقال موسى: السلام عليك يا أبت، فلم يحتملها الرشيد فحمله إلى البصرة وأمر واليها عيسى بن جعفر بن منصور أن يحبسه عنده فحبسه سنة، فكتب إليه الرشيد في سفك دمه وإراحته منه، فاستعفاه عيسى من ذلك ورجاه أن يكون قتله على غير يده؛ فأرسل إلى السندي بن شاهك في بغداد يأمره بتسلمه وقتله، فجعل له سما في طعام قدمه إليه، فأقام متوعكا ثلاثة أيام ومات. ودفن في مقابر قريش بباب التين في بغداد.

ومن إنشائه رسالة بعث بها إلى الرشيد من السجن يقول فيها: «إنه لم ينقض عني يوم من البلاء إلا انقضى معه يوم عنك في الرخاء حتى نمضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء هنالك يخسر المبطلون». ولقب الكاظم لحلمه، وكظمه لغيظه، وأخباره شهيرة.

علي الرضى

ولد سنة ١٥٣ وتوفي سنة ٢٩٣ هـ

أبو الحسن علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق: ثامن الأئمة عند الإمامية ومن أجلاء السادة أهل البيت وفضلائهم، وهو الذي يذكر أصحاب التواريخ والسير أن المأمون العباسي عهد إليه بالخلافة من بعده وزوجه ابنته وضرب اسمه على الدينار والدرهم، وغير من أجله الزي العباسي الذي هو السواد فاستعاض عنه بالأخضر؛ لأنه كان شعار أهل البيت، فثار العراق من ذلك النبأ وقام أهل بغداد فخلعوا المأمون، وبايعوا عمه إبراهيم بن المهدي فرحل إليهم المأمون بجيشه فاستخفى إبراهيم، ثم استسلم فعفا عنه المأمون، ومات

<<  <   >  >>