للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الله فذبحوهم عن آخرهم .. !!

ومن غريب ما يؤثر عن الناصر ما قرأته في شذرات الذهب أنه كان يكتب في دفتر خاص أيام السرور التي كانت تصفو له من غير تكدير فيذكر تاريخها وما كان بها وقد اطلع كثيرون عليه بعد وفاته فإذا هي أربعة عشر يوما!! فيا الله ما أعجب ما نرى ملك كالناصر صفا له الملك خمسين عاما وضرب به المثل في ارتقاء ملكه في أيامه وخدمه السعد، لا يرى من أيام السرور غير ذلك العدد اليسير؟!

ومن لطيف ما يذكر في أخباره أنه استدعى الطبيب يوما ليفصده فأخذ الآلة وحبس يد الملك وإذا بزرزور أشرف على المجلس، وارتقى إناء ذهب وجعل يكرر هذين البيتين:

أيها الفاصد رفقا بأمير المؤمنينا … بأمير المؤمنينا

إنما تفصد عرقا فيه محيى العالمينا … فيه محيى العالمينا

فسر الناصر به وسأل عمن علمه، فقيل له عن أم ولده الحكم، فوهب لها ثلاثين ألف دينار.

توفي الناصر وهو في قرطبة، وخلف أحد عشر ولدا ذكرا فيهم ولي عهده، الحكم بن عبد الرحمن الملقب بالمستنصر.

المستنصر بن الناصر

ولد سنة ٣٠٣ هـ وتوفي سنة ٣٦٦ هـ

ولي بعد الناصر لدين الله ولده الحكم بن عبد الرحمن الناصر بن محمد بن عبد الله، ولقب المستنصر بالله، وكانت البلاد ساكنة مطمئنة إلا أن ملك الأسبان في عهده أردون بن الفونس طمع به بعد موت أبيه فهيأ جيشا وأراد الإغارة

<<  <   >  >>