للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المدائني: أول لواء عقده رسول الله كان لحمزة بن عبد المطلب، وكان حمزة يعرف في الحرب بريشة نعامة يضعها في صدره، ولما كان في وقعة بدر قاتل بسيفين، فقال أمية بن خلف، وهو أسير في يد المسلمين: من الرجل المعلم بريشة؟ فقيل له: حمزة، فقال: ذاك فعل بنا الأفاعيل!

وقتل () في وقعة أحد بعد أن قتل أحدا وثلاثين نفسا، ثم عثر فوقع على ظهره، فرآه أحد العبيد فأدركه وضربه بحربة ذهبت بروحه، وأخذه المشركون فمثلوا به وبشهداء المسلمين، فلما رآه النبي صعق وبكى، ثم قال: «رحمك الله أي عم؛ فلقد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات».

وأخذه المسلمون فدفنوه في المدينة. قال ابن حزم وغيره من رجال التحقيق: إنه انقرض عقبه، فلا يثبت انتساب بعض الأسر إليه (رضوان الله عليه).

العباس بن عبد المطلب

ولد سنة ١٥ قبل الهجرة وتوفي سنة ٢٣ هجرية

قال رسول الله : «هذا العباس بن عبد المطلب: أجود قريش كفا وأوصلها؛ هذا بقية آبائي».

كان العباس أحد عظماء قريش رئيسا في الجاهلية عظيما في الإسلام؛ وصولا لأرحام قريش محسنا إليهم ذا رأي سديد وعقل غزير؛ مولعا بإعتاق العبيد، كارها للرق.

قال صاحب أسد الغابة: اشترى العباس سبعين عبدا وأعتقهم جميعا، وكانت له سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام (وهي أن لا يدع أحدا يسب أحدا في المسجد ولا يقول فيه هجرا).

ولد بمكة بعد مولد رسول بسنتين، وأسلم قبل الهجرة وكتم إسلامه، وأقام

<<  <   >  >>