للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[كتابه الأعلام]

لعل هذا الكتاب هو واحد من أشهر كتب التراجم ومن أنفسها، جمع فيه الزركلي نحو خمس عشرة ألف ترجمة من العصر الجاهلي حتى عام ١٣٩٥ هـ (١٩٧٥ م)، وقد أصاب به الرجل شهرة عظيمة وأصبح من خلاله صاحب مدرسة مستقلة في فن التراجم.

صنفه الرجل في نحو خمسين عاما، وكان «الأعلام» شغله الشاغل وعمله فيه مستمرا ما امتدت به الحياة، وود لو استطاع أن يعمل فيه وهو في المستشفى ورهن مبضع الجراح .. وبلغ من حرصه على استمرار «الأعلام» أن رصد مبلغا من المال أودعه البنك العربي باسم المجمع العلمي بدمشق مع وصية بها للمجمع بمتابعة العمل فيه بعد وفاته .. حتى أنه قال: «لو أحرق الأعلام لألقيت بنفسي في البحر أسنا عليه» كما ذكر زكريا زعيتر.

الأعلام .. صنعه الزركلي كلمة كلمة وتعهده بالعناية والتوسعة وسد الثغرات ويسهر الليل ويلحق به النهار بين أكوام الفهارس ومجموعة المصورات إلى أن استوى على سوقه.

طريقته في ترتيب التراجم أن يرتبها ترتيب المعجم، فآمنة قبل إبراهيم لوجود ألفين في بدء (آمنة)، وأحمد قبل إدريس … غير أنه لم يعتمد سوى الأول والثاني، فكل (محمد علي) عنده في نسق واحد، ولكنه يرتب بينهم بحسب الوفاة معتمدا على التاريخ الهجري.

وعندما يذكر العلم يذكره بشهرته أو لقبه في بابه من حروف المعجم، ثم يحيل على الاسم الذي تجيء الترجمة تحته، ففى البحث عن (الطبري) يأتي به في حرف (ط/ ب/ ر) وهو ترتيبه بحسب الشهرة، ثم يحيل إلى الترجمة في موضوعها فيكتب (=) ويعني انظر: محمد بن جرير ٣١٠ هـ والرقم الذي يلي الاسم هو تاريخ الوفاة بالهجري.

وتبدأ الترجمة بشهرة المترجم عنوانا لها، محددا تاريخ الولادة والوفاة

<<  <   >  >>