نينوى وما جاورها»، وكانوا معاصريهم ومجاوريهم ويتفقون معهم في كثير من أزيائهم وعاداتهم وطراز بنائهم.
والحموربيون إذا ثبتت عربيتهم بما سيكتشفه المنقبون من آثارهم يكونون أول دولة عربية عرف بها تاريخ البشر ووصف حضارتها ومدينتها بما أفصحت عنه الأطلال الشاخصة بها، وفي (العرب قبل الإسلام) أن بعض الباحثين ظفر في بلاد السوس (فيما وراء النهر) بمسلة (١) من الحجر الأسود الصلب قد نقشت عليها شريعة حموربي مؤلفة من ٢٨١ مادة تبحث في طبقات الأمة وحقوق المرأة وواجباتها والزواج والإرث، وعثر آخرون على كتابات تدل على معرفتهم بفنون الجراحة والطب، وبالجملة؛ فإن الأمة الحموربية وإن ظلمها التاريخ بإغفال ذكرها وإهمال أمرها فستظهرها آثارها الخالدة وتفصح عنها بناياتها وأنقاضها حتى تكون في عداد الدول القديمة المعروفة ذات المكانة الرفيعة والمنزلة السامقة والمجد والإعظام.
قحطان
توفي في نحو سنة ٢٦٩٠ قبل الهجرة
سبقت الإشارة إلى صاحب هذه الترجمة في الكلام على عدنان وقلنا بأن الجيل الثاني من أجيال العرب الثلاثة، وهو المسمى «العرب المتعربة» يبتدئ بقحطان وأنه وابنه يعرب أخذا العربية عمن تقدمهما من قبائل العرب العاربة.
وقحطان هو: ابن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، ذلك ما يذكره
(١) المسلة في اصطلاح الأثريين اليوم: أعمدة طويلة مربعة محددة الرأس، والأصل في هذه التسمية شيوعها عند العامة من المصريين في إطلاقهم على بعض الأعمدة القديمة اسم مسلة فرعون. قال ياقوت في المعجم في البحث عن عين شمس: «وكانت مدينة كبيرة .. وبها آثار قديمة وعواميد تسميها العامة مسال فرعون سود طوال جدا تبين من بعد كأنها نخيل بلا رؤوس».