للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

و بالجملة فقد كان هذا المسجد من مفاخر الأبنية الإسلامية و لما ولي عمر ابن عبد العزيز أتاه جمع من النصارى و أروه عهدا في أيديهم من الصحابة بإبقاء جانب الغربي لهم فهم بإعادته إليهم، ثم عوضهم منه بمال عظيم أرضاهم به فقبلوه.

وأحرق هذا الجامع مرات متواليات آخرها في عهدنا هذا، و بناؤه اليوم يختلف كثيرا عن شكله الأول؛ فإنه الآن مسجد متسع عمارته لا تزيد عن عمارة غيره من المساجد العظيمة المبنية في الأزمنة المتأخرة وفيه كثير من آثاره لا تزال كمشهد الحسين وبعض الأعمدة وشيء من الفسيفساء في الجانب الشمالي من داخله، وقد أطلنا في الكلام عليه حتى كدنا نخرج عن موضوعنا.

وامتدت الخلافة للوليد تسع سنين و ثمانية أشهر أبقى فيها آثارا جليلة وذكرا حسنا، وكان محبا للنساء كثير الزوجات، قيل: إن عدد اللواتي تزوجهن ينيف على الستين، وكان كثير الصدقات والمبرات والخيرات، وكانت وفاته بدير مران في غوطة دمشق، ودفن بها وقيل في خارج الباب الصغير.

وهذه الترجمة لخصتها من كتب كثيرة أوثقها: (الكامل: ج ٤، ٥)، و شذرات الذهب، والفخري لابن الطقطقي، ورحلة ابن جبير، وتاريخ الشام لابن عساكر .. و غيرها.

سليمان بن عبد الملك

ولد سنة ٥٤ وتوفي سنة ٩٩ هـ

لم يكن صاحب هذه الترجمة من أولئك الرجال الذين حالفهم التوفيق فشادوا وسادوا ولكنه قصرت مدته و حاول القيام بعمل عظيم فلم يفلح وكان الناس قد استبشروا بتوليه بعد أخيه، وذلك أنه بويع يوم وفاة أخيه الوليد وهو بالرملة سنة ٩٦ هـ فلم يتخلف عن مبايعته أحد لرسوخ قدم هذه الأسرة في منصب الخلافة

<<  <   >  >>