للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكتب إلى ابن عمه عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه يستنصره فدخل عضد الدولة بغداد.

ثم أخرجه بختيار وابنه المرزبان منها، وفي سنة ٣٦٧ هـ طمع عضد الدولة بختيار وأقبل على بغداد فانهزم بختيار منها إلى تكريت فأدركه عضد الدولة وأسره ثم قتله وعاد إلى بغداد فعمر منها ما خربته وفرق الأموال وأجرى الجرايات على الفقهاء والمحدثين والمتكلمين والمفسرين والشعراء والأطباء والمهندسين، وزوج ابنته للطائع ليكون لها عقب منه وتكون الخلافة فيهم، ثم مات عضد الدولة سنة ٣٧٢ هـ فقام مقامه ابنه بهاء الدولة.

وفي سنة ٣٨١ هـ قبض بهاء الدولة على الطائع وحبسه في داره وأشهد عليه بالخلع ونهب دار الخلافة، ومولد الطائع سنة ٣١٥ هـ وولي سنة ٣٦٣ هـ. وخلع سنة ٣٨١ هـ ومات سنة ٣٩٣ هـ.

القادر بالله

ولد سنة ٣٣٦ هـ وتوفي سنة ٤٢٢ هـ

لقد هزلت دولة بني العباس حتى استامها الديلم والأتراك وضعفت قوى ملوكها حتى طمع بها المتغلبون وامتدت إليها الأيدي وانصرفت نحوها وجوه الطامعين وأصبح بهاء الدولة بن عضد الدولة الديلمي بعد أن خلع الخليفة الطائع حاكما مطلقا لا يد تعلو يده، غير أنه خاف ثورة الجند إذا علموه قد استقل بالملك فلم ير إلا أن ينصب في مقام الخلافة رجلا يكون له مطيعا ولأمره سميعا فشاور خاصته في الأمر فاتفقوا على: أبي العباس أحمد بن إسحق بن المقتدر بن المعتضد، وكان بالبطيحة (وهي أرض واسعة بين واسط والبصرة)؛ فأرسل إليه بهاء الدولة خواص أصحابه فقدموا عليه وأخبروه فركب وأتى بغداد فبايعه الناس، وخطب له في اليوم الثالث عشر من شهر رمضان سنة ٣٨١ هـ، ولقب القادر بالله، فأقام بضعة أشهر

<<  <   >  >>