للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حموربي

كان في نحو سنة ٣٢٠٠ قبل الهجرة

ما زالت شريعة حموربي ومؤسسها موضع عناية الباحثين وتنقيب المنقبين حتى تضاربت بهما الأقوال واختلفت إلى مظان آثارهما رحال الرجال، والذي اتضح لهم بعد البحث أن مقر الدولة الحموربية كان في القطر العراقي، وأن عاصمتها مدينة بابل: دلهم على ذلك ما وجدوه من آثارها الماثلة للباحث عنها فيما بين النهرين، حيث ظهرت أنقاض مدرسة صغيرة (في مدينة زيبارا) يرجع عهد بنائها إلى ما يقارب ثلاثة آلاف سنة قبل الهجرة، وعثروا بجوارها على كثير من الآجر المشوي والأحجار المنبسطة منقوشا عليها نصوص تاريخية وصكوك وعقود ورسائل وأدعية دينية كتبت بالحروف المسمارية مما استدل منه العلماء الجيولوجيون على أن تلك الدولة يرجع عهد تأسيسها إلى نحو القرن الثاني والثلاثين قبل الهجرة، وهو رأي القائلين بأن حموربي كان معاصرا لإبراهيم الخليل، وأنه هو المذكور في سفر التكوين من التوراة باسم (امرافل) موحد المملكة البابلية، قاله الأب شيل الدومنيكي، وحبذ هذا الرأي العلامة الأب انستاس الكرملي قال في لغة العرب: إن الرأي القائل بأن حموربي و امرافل اسمان لمسمى واحد قريب الاحتمال ولو اختلف مبناهما.

وأمرافل: لفظة سنسكريتية من امر ابلا Amarapala ومعناها: حامي المخلدين، وحموربي: آرامية تفيد ما يقارب هذا المعنى وهو رب الأرباب.

ودولة حموربي وإن جزم بعض فضلاء المؤرخين كصاحب (العرب قبل الإسلام) وغيره بأنها عربية الأصل واللسان؛ فإن جل علماء الآثار والعاديات ما برحوا في شك من ذلك: فيهم من يقول: إن حموربي عربي لا دولته، وفيهم القائل بأن الأسرة المالكة والدولة معا كانوا عربا ينطقون باللسان العربية المتداولة في تلك العصور، وهي تختلف عن لسان عرب اليوم، وتشبه لغة الآشوريين «سكان

<<  <   >  >>