وتغلب فوليهم حتى أصابهم قحط فلم يؤدوا الخراج فقاتلهم زهير فترقبه ابن زيابة وكان فاتكا حتى نام فاعتمد بالسيف على بطن زهير حتى ظن أنه قتله، وسلمت أمعاء زهير فلم يتحرك لئلا يعود إليه، فلما انصرف التيمي إلى قومه أخبرهم أنه قتل زهيرا، ولم يكن مع زهير إلا نفر من قومه فأمرهم أن يظهروا أنه ميت ورحلوا به مجدين إلى قومهم فشفي وجمع جموعا من أهل اليمن فهاجم بكرا وتغلب فأثخن فيهم وأسر كليبا ومهلهلا ابني ربيعة وجماعة من فرسانهم وقال في ذلك من قصيدة:
أين أين الفرار من حذر الموت … إذا يتقون بالأسلاب
إذ أسرنا مهلهلا وأخاه … وابن عمرو في القيد وابن شهاب
وسبينا من تغلب كل بيضاء … رقود الضحى برود الرضاب
واستدارت رحى المنايا عليهم … بليوث من عامر وجناب
فهم بين هارب ليس يألو … وقتيل معفر في التراب
فضل العز عزنا حين نسمو … مثل فضل السماء فوق السحاب
وكان زهير خطيب قضاعة، وسيدها، وشاعرها، ووافدها إلى الملوك، وبطلها، واجتمعت فيه خصال محمودة لم تجتمع في غيره وأحصى بعضهم ما عرف له من الغزوات والحروب فبلغ مئتي واقعة، وأسن وطال عمره حتى ضعف عقله فمات منتحرا بشرب الخمر صرفا على ما سيأتي بيانه.
المنذر بن ماء السماء
مات نحو سنة ٦٤ ق. هـ
المنذر بن امرئ القيس اللخمي: أحد ملوك الحيرة وما بينها من جهات العراق وهو من أعظم رجال هذه الطائفة المالكة ومن كبار مشاهيرها ومغاويرها، أمه ماء