للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخلفاء، راوية للشعر يحسن نظمه، وكانوا يعدونه من أصلح خلفاء بني أمية في الأندلس وأمثلهم طريقة، وأتمهم معرفة لولا ما كان ينغصه من دوام الفتن التي أجبر معها على إظهار القوة والإرهاب بالبطش حتى وصفه ابن حزم بأنه كان قتالا تهون عليه الدماء مع كثرة إقباله على الخيرات وإعراضه عن المنكرات.

ويذكر أنه احتال على أخيه المنذر فقتله بأن سم له المبضع الذي قصد به بمواطأة حجامه وهو نازل بمعسكره على ابن حفصون الثائر.

وقتل للمترجم ولدان وأخوان أيضا، فولداه محمد والد الناصر لدين الله و مطرف اختصما في ولاية عهده فقتل مطرف محمدا، ثم قتل الأمير عبد الله مطرفا وأخواه أحدهما يدعى هشاما قتله بالسيف والثاني القاسم قتله بالسم.

ولم أجد فيما بين يدي من كتب التاريخ ما يصح أن يكون سببا حقيقيا لفعلته هذه إلا أن يكونا قد زاحماه على الإمرة أو حاولا إيقاظ فتنة جديدة عليه فصنع ما صنع، وتوفي في قرطبة فدفن في مدافن آبائه.

وولايته اثنتان وعشرون سنة إلا شهرا، وخلف أحد عشر ولدا ذكرا أحدهم محمد المقتول والد عبد الرحمن الناصر الآتي ذكره.

أمير المؤمنين عبد الرحمن الناصر

ولد سنة ٢٧٧ هـ وتوفي سنة ٣٥٠ هـ

بدأ الأمير عبد الله (صاحب الترجمة السالفة) بإصلاح بلاد الأندلس بعدما كادت تؤول إليه من استبداد الوزراء والأمراء بالحكم دون أهل الملك والسلطان؛ فكان عمله داعية لثورة المتحكمين وغضبهم فاشتعلت نار الفتنة في أيامه على ما تقدم ذكره ومات ولم يوفق إلى إخمادها.

وتولى حفيده هذا والمملكة جمرة تلتهب فكان لها كالمرهم الحاسم طلي به

<<  <   >  >>