للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استخلف عليكم من هو خير مني (يعني أبا بكر)، وكأنه بهذا القول يشير إلى خيرة عرته في الأمر، فاختار سنة النبي الأمين ولم يعهد إلى أحد، وعاش ثلاث ليال ثم لقي ربه.

هذا ما اتسع المجال لإيراده من أخبار أعدل الخلفاء وأمير الأمراء (رضوان الله ورحمته عليه) وإن شئت الزيادة فعليك بكتاب أشهر مشاهير الإسلام؛ فهناك نحو ثلاث مئة صفحة جمعت من أخباره ما لا تراه في غيرها.

عثمان بن عفان

ولد سنة ٤٧ ق. هـ وتوفي سنة ٣٥ هـ

توفى الله عمر بن الخطاب () وترك الأمر شورى في ستة من كبار المسلمين وبعد بحث وحديث طويل تجده في تاريخ الطبري قر رأيهم على أن يكون ثالث الخلفاء الراشدين ذو النورين عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية: نودي به خليفة في المسلمين بعد وفاة عمر بثلاثة أيام، وهو أحد الرجال الذين أعز الله بهم الإسلام من السابقين إلى الدين، وله في سبيل الدعوة الإسلامية أياد بيضاء، وهو صاحب جيش العسرة.

وذلك أن رسول الله لما حشد جيش العسرة في غزوة تبوك وقف في القوم، فقال: «من ينفق اليوم نفقة متقبلة؟» فلم يكن من عثمان إلا أن جهز نصف الجيش من ماله فبذل ثلاث مئة بعير بأقتابها وأحلاسها وتبرع بألف دينار، فقال رسول الله : ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم.

ولما ولي الخلافة كتب إلى أمراء الأمصار يقول:

«أما بعد؛ فإن الله أمر الأئمة أن يكونوا رعاة ولم يتقدم إليهم أن يكونوا جباة وإن صدر هذه الأمة خلقوا رعاة ولم يخلقوا جباة وليوشكن أئمتكم أن يصيروا

<<  <   >  >>