للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- من ذوي القرابات أن يتازوروا ولا يتجاوروا.

- تعلموا المهنة؛ فإنه يوشك أحدكم أن يحتاج إلى مهنته.

- إياكم والمعاذير؛ فإن كثيرا منها كذب.

ولما كان فجر يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ٢٣ هـ، ووقف عمر للصلاة بالناس فاجأه فيروز أبو لؤلؤة الفارسي غلام المغيرة بن شعبة فطعنه في خاصرته بخنجر ذي رأسين مسموم فسقط عمر، فانهال الناس على الفارسي يريدون القبض عليه فطعن منهم ثلاثة عشر رجلا هلك سبعة منهم، ثم طعن نفسه فمات منتحرا.

واختلف أصحاب الأخبار في الدافع الحقيقي لأبي لؤلؤة على عمله فقيل: إنه شكا لعمر ارتفاع الخراج الذي ضربه عليه مولاه المغيرة فلم يره كثيرا فحقد عليه فضربه.

وقيل غير ذلك، وكله وهم وأمور اتخذها الغلام الفارسي ليستر بها مؤامرة سياسية كانت بينه وبين جنينة النصراني من أهل الحيرة، والهرمزان الفارسي، ولا يعلم إن كان ثمة غيرهما فإن عمر أبقى في قلوب الفرس والروم جروحا لا تأسوها اليوم، أو ليس الذي قوض أركان دولة الأكاسرة وزلزل عروش القياصرة بحزمه وبأس رجاله؟ كان فيروز الفارسي رجلا غيورا على أمته أخذته الآلام مما صنع أمير المؤمنين بقومه فأراد الانتقام ففعل ما فعل.

وأخذ عمر إلى داره فدعا بعلي وعثمان والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف، وأمرهم أن يتشاوروا في أمر الخلافة وأن ينتظروا طلحة؛ فإن أبطأ فليقضوا بأحدهم وأن يشهدهم عبد الله بن عمر (ابنه) وليس له أن يولي، وإنما صنع ذلك ليتخلص من تبعة خلفه وليكون أمر المسلمين شورى، وقيل له في ذلك، فقال: إن تركتكم فقد ترككم من هو خير مني (يريد رسول الله) وإن استخلفت فقد

<<  <   >  >>