للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الرحمن الداخل

ولد سنة ١١٣ هـ وتوفي سنة ١٧٢ هـ

فتح المسلمون بلاد الأندلس وأخذت تتعاقب عليها ولاتهم وأمراؤهم من قبل دولة الأمويين في الشام أولا حتى ضعف شأنهم وتزلزل سلطانهم فاستبد الأندلسيون بأمر أنفسهم يعزلون ويولون من يشاؤون، وظهرت بينهم في أوائل القرن الثاني للهجرة ثورات واضطرابات كان أمراؤهم يعالجون منها ما يمكنهم علاجه إلى أن أصيب بنو أمية بتلك الرائعة التي شتتت شملهم ومزقت ملكهم، فتفرق من نجا منهم في بلاد الله وتملك بنو العباس (على ما تقدم بيانه) وكان فيمن فر من أيدي المسودة (آل عباس) أمير من سلالة ملوك بني أمية يدعى أبا المطرف عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، أمه بربرية من المغرب، ولد بموضع يعرف بدير حسيبة (١) من دمشق، ومات أبوه وهو صغير السن فنشأ في جهات الشام ولما حل بقومه ما حل انهزم وأقام في قرية على الفرات فتبعته الخيل فأوى إلى بعض الأدغال حتى أمن فقصد المغرب، فبلغ إفريقية فلج عاملها بطلبه حين علم به، وهو حينئذ عبد الرحمن بن حبيب الفهري.

وانصرف المترجم إلى مكناسة وقد لحقه مولاه بدر بنفقة وجواهر كان قد طلبها من أخت له تعرف بأم الأصبع، ولم تطب له الإقامة في مكناسة، فارتحل منها ونزل بآل نفزادة وهم جيل من البربر منهم أمه فأكرموه حين عرفوا صلته بهم ولبث مدة يكاتب الأمويين من أهل الأندلس يعلمهم بقدومه ويدعوهم إلى نفسه ووجه بدرا مولاه إليهم فأجابوه وسيروا إليه مركبا فيه جماعة من


(١) كذا في البيان المغرب لابن عذاري، ج ٢، ص ٤٩، وفي تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي «دير حمينا» ولم يذكرهما ياقوت في معجمه.

<<  <   >  >>