عليه برا وفضلا وكرما وعقلا ومجدا ونبلا، وإن كان في المال قل فإنما المال ظل زائل وعارية مسترجعة، وله في خديجة بنت خويلد رغبة ولها فيه مثل ذلك، وما أحببتم من الصداق فعلي».
قال المبرد: وهذه الخطبة من أقصر خطب الجاهلية.
وكان أبو طالب صاحب تجارة كباقي قريش، ومولده في موطنه مكة وبها نشأ وفيها مات ودفن، وأعقب أربعة واثنتين، وهم: علي، وجعفر، وعقيل، وطالب، والاثنتان هما: أم هانئ واسمها فاختة، وجمانة، وأمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.
حمزة بن عبد المطلب
ولد سنة ٥٤ قبل الهجرة وتوفي سنة ٣ للهجرة
أبو عمارة حمزة بن عبد المطلب بن هاشم: عم رسول الله ﷺ، وأحد صناديد قريش وسراتهم وسادتهم في الجاهلية والإسلام، ولد بمكة ونشأ بها، قال صاحب أسد الغابة: كان أعز قريش وأشدها شكيمة، وأول أخباره في الإسلام أن أبا جهل المخزومي القرشي (عدو النبي ومن أشد أعدائه عليه) تعرض لرسول الله فشتمه وأهانه، ورسول الله صامت لم يجبه، وكان حمزة غائبا في الصيد؛ فلما عاد أخبر بما صنع أبو جهل، فقصده، فرآه في الكعبة فضربه بقوس كانت في يده فشج رأسه شجة منكرة، وقال: أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول؟ فاردد علي إن استطعت، فحدثت ضجة عظيمة وقامت رجال بني مخزوم على حمزة؛ فمنعهم أبو جهل وخاف اتساع الفتنة؛ فقالوا: ما نراك يا حمزة إلا قد صبأت، فقال حمزة: وما يمنعني؟ فقالت العرب: اليوم عز محمد، وإن حمزة سيمنعه، فكفوا عن بعض إساءاتهم إلى المسلمين، وثبت حمزة على إسلامه، وكان ذلك قبل موت أبي طالب، ثم هاجر حمزة مع النبي ﷺ إلى المدينة وحضر وقعة بدر وغيرها وأبدى من البسالة ما هو معروف عنه.