للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعلمتم من منطق الشيخ يعرب … أبينا فصرتم معربين ذوي نفر

وكنتم قديما ما لكم غير عجمة … كلام وكنتم كالبهائم في القفر

ويزعم أصحاب الأخبار أن يعرب لما حضرته الوفاة جمع بنيه وأوصاهم بقوله:

«أي بني! تعلموا العلم واعملوا به، واتركوا الحسد؛ فإنه داعية القطيعة بينكم، وتجنبوا الشر وأهله؛ فإن الشر لا يجلب عليكم إلا الشر، وأنصفوا الناس من أنفسكم؛ فإنهم ينصفونكم من أنفسهم، واجتنبوا الكبرياء؛ فإنها تبعد قلوب الرجال عنكم، وعليكم بالتواضع؛ فإنه يقربكم من الناس ويحببكم إليهم، وإذا استشاركم مستشير فأشيروا عليه بما تشيرون به على أنفسكم بمثل ما استشاركم فيه؛ فإنها أمانة قد ألقاها في أعناقكم».

وملك بعد أبيه ثلاثا وثلاثين سنة، ومات في صنعاء.

سبأ

مات نحو سنة ٢٥٩٠ قبل الهجرة

عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان: أحد كبار ملوك اليمن ومن أصحاب الذكر والشأن في تاريخ تلك الأصقاع، ملك صنعاء وما جاورها من الديار التي أخضعها يعرب لسلطانه، كما قدمنا في ترجمته، وكان موصوفا بالشجاعة وعلو الهمة وحب الغزو؛ فإنه طمح ببصره إلى القبائل البعيدة عنه فتصدها وحاربها وأكثر السبي فيها فلما عاد إلى صنعاء أكبرت قبيلته أمره وأعظمت شأنه وكانت عادة السبي غير مألوفة فسنها عبد شمس.

قال أصحاب التواريخ: ولذلك لقب بسبأ .. ولا يحسن عندي هذا التوجيه.

وكان مولعا بالعمران وإقامة الأبنية الفخمة، فابتنى مدينة مأرب، وهي

<<  <   >  >>