الخليفة لقب كل ملك شرعي من ملوك الإسلام وهو كقيصر عند الروم والنجاشي عند الحبشة، وامتاز من خلفاء المسلمين أربعة هم سادة من ملك بعدهم نهجوا منهج رسول الله ﷺ واهتدوا بهديه، أولهم أبو بكر، والثاني عمر، والثالث عثمان، والرابع علي (رضوان الله تعالى عليهم)، وهم الذين قاموا بجمع شتات المسلمين بعد وفاة النبي (صلوات الله عليه) وسنوا القوانين الإسلامية بأعمالهم وأقوالهم، وجمعوا القرآن الكريم، وكانوا قدوة من تلاهم، وينفردون بنعت خاص بهم دون سائر خلفاء الإسلام، وهو لقب الراشدين، كما أن ثانيهم عمر بن الخطاب (رض) حدث في الإسلام تلقيب كل ملك منهم بأمير المؤمنين وجرت سنته في الملوك مقترنة بلقب الخلافة فكل ملك مسلم جمعت فيه شرائط التمليك على المسلمين يحق له أن يدعي «أمير المؤمنين الخليفة … ».
وهذا الفصل إنما أفردته لترجمة هؤلاء الأربعة الكرام وسيعقبه إن شاء الله الكلام على غيرهم كخلفاء الأمويين في المشرق والمغرب وخلفاء بني مروان وبني العباس وأمثالهم ممن حكموا البلاد وساسوا العباد، وكان لهم القول والحول والطول والسيادة والقيادة والوفادة، نقدم المتقدم في عصره ونؤخر عنه من تلاه جريا مع العصور والأزمنة بحيث تتألف منذ هذا الفصل إلى بدء فصل الأمراء والوزراء سلسلة محكمة ينتظم بها ذكر أشهر الخلفاء الإسلاميين مرة، وسألتزم في ذلك جانب الاختصار والإيجاز ما استطعت وما تضامت أجزاء الفوائد التاريخية فلا يفوتني من أخبار المترجم إلا ما هو دون ما ذكرت وأوردت، والله نعم العون.