الشام) فتكلف أن يقلده في كرمه فعجز وظهر عليه أنه يصنع فوق طبعه فشمتت به ناس من قريش فغضب ودعا هاشما للمنافرة فكره هاشم ذلك لسنه وقدره، فألحت عليه قريش حتى رضي فتنافرا إلى كاهن من بني خزاعة بعسفان واتفقا على أن ينحر المفضول خمسين ناقة بمكة يطعمها الناس ويرحل عن مكة عشر سنين، فانصرفا إلى الكاهن فقال:«والقمر الباهر، والكوكب الزاهر، والغمام الماطر، وما بالجو من طائر، وما اهتدى بعلم مسافر، من منجد وغائر، لقد سبق هاشم أمية إلى المفاخر». فقضي بتفضيل هاشم وأخذ هاشم الإبل فنحرها وأطعمها وغاب أمية عن مكة بالشام عشر سنين؛ فكانت هذه أول عداوة وقعت بين هاشم وأمية، ثم توارثها بنوهما.
وبينما كان هاشم في سفر إلى الشام مرض فتحول إلى غزة فمات بها وهو في عصر الشباب لم يتجاوز سنه خمسا وعشرين، وكان موصوفا بالجمال وكرم الخلال، وهو جد أبي القاسم محمد ﷺ، وفي هاشم يقول الشاعر:
عمرو العلا ذو الندى من لا يسابقه … مر السحاب ولا ريح تجاريه
جفانه كالجوابي للوفود إذا … لبوابمكة ناداهم مناديه
أو أمحلوا أخصبوا منها وقد ملئت … قوتا للحاضر منهم وباديه
عبد المطلب بن هاشم
ولد سنة ١٢٧ ومات سنة ٤٥ قبل الهجرة
أبو الحارث شيبة الحمد بن هاشم بن عبد مناف: أحد عظماء قريش وسيد من كبار سادات العرب، اسمه شيبة الحمد، قيل: لأنه ولد وفي رأسه شيبة فسموه بها، وغلب عليه لقبه عبد المطلب، وذلك أن أباه هاشما سافر في تجارة إلى الشام فمر بالمدينة فنزل على عمرو بن لبيد الخزرجي من بني النجار فرأى