للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقد ملك الآفاق من حيث شرقها … إلى الغرب منها عبد شمس بن يشجب

سعى بالجياد الأعوجية والقنا … إلى بابل في مقنب بعد مقنب

قال صاحب سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب: «ويقال: إن سبأ أغار على بلبل (?) (١) بالخيل ففتحها وأخذ أتاوتها، وضرب بالخيل والرجال في الأرض؛ فكان لا يذكر له بلد إلا قصده وفتحه، وهو أول من فتح البلاد وأخذ أتاوتها».

حمير

مات نحو سنة ٢٥٤٠ قبل الهجرة

الحميريون: ملوك عظام كانت منازلهم في اليمن ودام لهم الملك زمنا طويلا، وهم ينتسبون إلى صاحب هذه الترجمة: حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وكان ملكا شجاعا مظفرا، حكم بعد موت أبيه سبأ، ولم تزل عاصمة ملكه صنعاء، وغزا وافتتح حاذيا حذو آبائه في توسيع دائرة ملكهم حتى قيل: إن غزاته بلغوا الصين.

وحمير: لقب عليه لاختياره الثياب الحمر وكثرة لبسه لها واسمه العرنجج: وهو مشتق من قولهم: اعر نجج في الأمر: إذا جد فيه، واتخذ من الذهب الوهاج تاجا، فكان أول من تتوج بالذهب، وله وقائع مشهورة منها أنه قاتل قبائل ثمود، وكان مقامها في اليمن ففرقها فارتحلت إلى الحجاز.

والدولة الحميرية ذات ذكر وشأن في تاريخ جاهلية العرب، وأصحاب الأخبار لا يعولون في مدتها على رأي، ولكنهم يختلفون اختلافا عهدناه بهم في مثلها فلا غرابة فيه، وضعفت في منتهى أمرها، شأن غيرها من الدول الكبيرة، فأسست على أنقاضها دولة حبشية أسسها أرباط الحبشي الذي أغار بجيش كبير من أبناء جلدته على آخر الملوك الحميريين ذي نواس، وهو أحد الملوك


(١) كذا بالأصل.

<<  <   >  >>