للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اليمانيين المعروفين بالأذواء (١)، فقاتله وامتلك اليمن سنة ٨٥ ق. هـ. فدام لأرياط الملك وتوارثه عنه بعض أبنائه، والعرب اليمانيون يتحفزون إلى الوثوب بهم، ولكنهم لا يستطيعون لاستئثار الحبشة بالقوة دونهم، حتى نهض فيهم شاب كان من سلالة الأذواء الحميريين واسمه: سيف بن ذي يزن فإنه دهم الأحباس بجيش أتى به من الفرس؛ على نحو ما سيأتي مفصلا في ترجمة سيف المذكور؛ فأعاد الملك إلى أهله واستقل به سنة ٢١ ق. هـ.

و للحميريين لغة انفردت بها قبائل اليمن تختلف عن العربية الحجازية بفروق كثيرة في كتابتها وكلماتها، ولها ألفاظ لا يعرفها غير اليمانيين؛ فمما اختصوا من الألفاظ: العباهلة، والأقيال، والأرواع، والمشابيب (٢)، وغير ذلك مما ورد شيء منه في بعض رسائل النبي () التي بعث بها إليهم، وكان يخاطب كل قبيلة بلهجتها ولغتها، ورسائله محفوظة في أكثر كتب الأدب والتاريخ.

ومما خالفوا فيه غيرهم من قبائل العرب الوثوب يعنون بن القعود، وإبدال لام التعريف بالميم، يقولون: طاب امهواء، وجاء امشتاء، وصفا امجو؛ يريدون الهواء والشتاء والجو، ويحفظ عن رسول الله () أن جماعة من الحميريين سألوه عن الصيام في السفر فأجابهم بلغتهم ليس من امبر الصيام في امسفر، يعني: ليس من البر الصيام في السفر.

والعامة في مصر والشام اليوم يقولون امبارح «إذا أرادوا «ممم البارحة».

ومنها: الوتم، وهو إبدالهم السين تاء، يقولن: ألنات بالنات، يعنون: الناس بالناس.


(١) جمع «ذو» وهم ملوك اليمن الحميريون المبدوءة أسماؤهم بذو منهم: ذو يزن وذو غمدان وذو جدن وذو سلحين وغيرهم.
(٢) العباهلة في لغتهم: الذين استقر ملكهم، والأقيال جمع قيل وهو دون الملك الأعلى كالوزير الأكبر (صدر أعظم)، والأرواع السادات، والمشابيب: الأذكياء.

<<  <   >  >>