للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سنة، فأضفت ما بين مولد النبي وهجرته إلى الألف فكان مجموعهما ألف سنة وثلاثا وخمسين سنة، وإنما هو تقدير وتقريب: وقد يحسن إيرادهما ويحتج بهما عند فقدان الحقيقة وامتناع التأكيد.

وينسبون لتبع هذا شعرا يزعمون أنه ناظمه وأثبت شيئا منه ابن عساكر في تاريخه، أما عندي فلا يثبت من ذلك شيء ونحن نرى الخلاف في أسماء ملوكهم قائما فكيف بما يعزى إليهم من الشعر على كثرة ناظميه والمشتغلين فيه.

عمرو بن لحي

مات نحو سنة ٣٩٠ ق. هـ

كانت العرب حتى سنة ٤٠٠ قبل الهجرة آخذة بدين إبراهيم الخليل إلا قليلا منها اتبعوا ديانات مجاوريهم من الفرس والروم والوثنيين وغيرهم حتى نشأ في الحجاز ملك منهم يدعى «عمرو بن لحي» بن حارثة بن عمرو مزيقياء الأزدي من ولد كهلان بن سبأ، وكان ملكا مطاعا شائع الذكر داهية خضعت له الحجاز، وهو أول من أدخل الأصنام على تلك البقعة وجعلها في الكعبة، وذلك أنه أصيب بعلة شديدة أعياه شفاؤها فقيل له: لو قصدت البلقاء من أعمال الشام فإن بها حمة إن أتيتها برأت، فأتاها، فاستحم، فبرأ من مرضه، واختلط ببعض أهلها فرآهم يعبدون أصناما فسألهم عنها، فقالوا: هذه أرباب اتخذناها على شكل الهياكل العلوية والأشخاص البشرية نستنصر بها فتنصر ونستسقي بها فنسقى، فأعجبه ذلك، فطلب منهم صنما وبذل لهم ما يعدله من النقود فدفعوا إليه «هبل»، واسمه في العبرانية «هبعل»، وهو اسم أكبر أصنام الفينيقيين أو الكنعانيين ومن جاورهم من أمم الشام.

قال النويري: وهبل: صنم من خرز العقيق على صورة الإنسان، فاحتمله عمرو به لحي وسار به إلى مكة فوضعه على الكعبة، واشترى صنمين أحدهما

<<  <   >  >>