للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سيف بن ذي يزن

مات سنة ٤٩ ق. هـ

اسمه معد يكرب ولقبه سيف بن ذي يزن المكنى بأبي مرة الحميري: أحد ملوك العرب اليمانيين ودهاتهم المذكورين، ولد ونشأ في صنعاء، وكانت الحبشة قد تغلبت على البلاد اليمنية (سنة ١٠٧ ق. هـ)، وملكتها بعد أن قتلت ملوكا من آل حمير (السابق ذكرهم)، ثم اشتد ضغط الحبشان السود على الأمة الخاضعة، وحاولوا بها أمورا لم تطق الصبر عليها، فتحركت سواكن اليمانيين وهاجت أضغانهم وأخذوا ينتظرون وثبة ثائر ينحرفون إليه، حتى نهض من بينهم أحد أبناء ملوكهم سيف بن ذي يزن الحميري: وكان شابا عاقلا شجاعا، فقصد قيصر ملك الروم وهو حينئذ في أنطاكية، فشكا إليه أمره وما صنعت الحبشة من اغتصاب ملك آبائه وسوء تحكمهم بأهل البلاد وأطمعه بأنه يملكه اليمن إذا أخرج الحبشة منها فلم يلبه قيصر، فقصد النعمان بن المنذر وهو عامل كسرى على الحيرة وما يليها من أرض العراق، فشكا إليه ما حل بهم، فقال له النعمان: إن لي في كل عام رحلة إلى كسرى فانتظر، فلبث سيف حتى كان الموعد ثم خرج معه فأدخله على كسرى «أنو شروان» ملك الفرس، فسأله عن شأنه، فقال له: أيها الملك غلبتنا على بلادنا الأغربة. فقال له كسرى: أي الأغربة الحبشة أم السند؟ قال: بل الحبشة، وقد جئتك لتنصرني، ويكون ملك بلادي لك. قال: بعدت بلادك مع قلة خيرها فلم أكن لأورط جيشا من فارس بأرض العرب، ثم أمر له بعشرة آلاف درهم وصرفه، فلما قبض سيف الدراهم رأى خير الأمور أن يحتال فخرج وجعل ينثر تلك الدراهم للناس، فبلغ ذلك الملك، فقال: إن لهذا شأنا وأمر بإعادته فعاد فقال له: عمدت إلى حباء الملك تنثره للناس؟ قال: وما أصنع بهذا وكل جبالنا مملوءة بالذهب والفضة! فجمع كسرى مرازبته فاستشارهم فقال أحدهم: أيها الملك إن في سجونك رجالا قد حبستهم للقتل

<<  <   >  >>