صاحب الوقائع المشهورة في عرب الحجاز والعراق وممدوح حسان بن ثابت الأنصاري الشاعر.
قال ابن قتيبة في كتاب المعارف: وأمه (أي الحارث) مارية ذات القرطين، وكان غزا خيبر فسبى من أهلها ثم أعتقهم بعدما قدم الشام، وكان سار إليه المنذر بن المنذر بن ماء السماء في مئة ألف فوجه إليهم مئة رجل، وأظهر أنه إنما بعث بهم لمصالحته فأحاطوا برواقه فقتلوه وقتلوا من معه في الرواق وركبوا خيلهم فنجا بعضهم وقتل بعض، وحملت خيل الغسانيين على عسكر المنذر فهزموهم، كما قدمنا في ترجمة المنذر، وكان للحارث بنت جميلة حليمة كانت تطيب أولئك الفتيان الذين دخلوا على المنذر وأوقعوا به وهي التي ألبستهم الأكفان وفوقها الدروع التي كانت تحجبها الثياب في الظاهر، وهذه الواقعة ذكرها ابن الأثير أيضا وسماها يوم مرج حليمة (انظر الكامل، ج ١/ ١، ص ١٩٥)، وفي هذه الحادثة خلاف عند أصحاب الأخبار فبعضهم يقول: إن الذي قتل بها هو المنذر بن ماء السماء، وبعض يقول: بل مات المنذر في وقعة عين أباغ - المذكورة في ترجمة المنذر - وفي الكامل تفصيل الخلاف فراجعه في الكلام على يوم عين أباغ ويوم مرج حليمة، وفي عين أباغ يقول ابن الرعلاء الضبالي:
كم تركنا بالعين عين أباغ … من ملوك وسوقة أكفاء
أمطرتهم سحائب الموت تترى … إن في الموت راحة الأشقياء