للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جباة ولا يصيروا رعاة؛ فإذا عادوا كذلك انقطع الحياء والأمانة والوفاء، ألا وإن أعدل السيرة أن تنظروا في أمور المسلمين وفيما عليهم فتعطوهم ما لهم وتأخذوهم بما عليهم ثم تعتنوا بالذمة فتعطوهم الذي لهم وتأخذوهم بالذي عليهم، ثم العدو تنتابون فاستفتحوا عليهم بالوفاء».

وكتب إلى أمراء الجنود في الثغور:

«أما بعد؛ فإنكم حماة الإسلام وذاتهم، وقد وضع لكم عمر ما لم يغب عنا، بل كان عن ملأ منا ولا يبلغني عن أحد منكم تغيير ولا تبديل فيغير الله بكم ويستبدل بكم غيركم فانظروا كيف تكونون، فإني أنظر فيما ألزمني الله النظر فيه والقيام عليه».

وكتب إلى عمال الخراج:

«أما بعد؛ فإن الله خلق الخلق بالحق، فلا يقبل إلا الحق، خذوا الحق وأعطوا الحق به؛ والأمانة الأمانة: قوموا عليها ولا تكونوا أول من يسلبها فتكونوا شركاء من بعدكم إلى ما اكتسبتم، والوفاء الوفاء ولا تظلموا اليتيم ولا المعاهد؛ فإن الله خصم لمن ظلمهم».

وكتب إلى العامة من المسلمين بالأمصار:

«أما بعد؛ فإنما بلغتم ما بلغتم بالاقتداء والاتباع فلا تلفتكم الدنيا عن أمركم؛ فإن أمر هذه الأمة صائر إلى الابتداع بعد اجتماع ثلاث فيكم: تكامل النعم وبلوغ أولادكم من السبايا»، وقراءة الأعراب والأعاجم القرآن؛ فإن رسول الله قال: «الكفر في العجمة؛ فإذا استعجم عليهم أمر تكلفوا أو ابتدعوا».

وسار عثمان في بادئ الأمر سيرة من تقدمه، ثم ما لبث أن جعل يتشيع لأقاربه من بني أمية فيعزل عن البلاد الأكفاء ويوليها من لا يصلح لها منهم، وقد كان

<<  <   >  >>