إلا من ابنته فاطمة، تزوجها ابن عمه علي بن أبي طالب، فولدت له الحسن والحسين، وإليهما نسبة كل منتسب إلى النبي المصطفى (صلوات الله عليه)، وولد لها ولد ثالث سمته محسنا، مات صغيرا، وكان لرسول الله كتاب يستعين بهم؛ لأنه لم يتعلم الكتابة، منهم: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وزيد ابن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان، وكان له سيافون يضربون الأعناق بين يديه، وحراس اتخذهم حتى نزل قوله تعالى: ﴿والله يعصمك من الناس﴾ (المائدة: ٦٧)، فتركهم، ومؤذنون، ورسل، وشعراء، وخطباء، وخدم، وخيل، وبغال، وابل، وحماران، وسلاح كثير من سيوف ودروع وقسي ورماح وحراب وخوذة ومجن. وفي آخر سنة من حياته الشريفة حج حجة الوداع وخطب فيها فأبان للناس ما لهم وما عليهم وهي من أطول خطبه وأكثر من استيعابا لأمور الدين والدنيا. وفي المدينة المنورة بدأ به ألم في آخر صفر، وحم واشتد به الصداع فتوفي يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول. وفي مثل هذا اليوم كان مولده، فدفن في مرقده الشريف في المدينة المنورة، بعد أن أسس للناس مدينة أشرقت شمسها اليوم في جميع أقطار الأرض ودينا يعتنقه نيف ومئتا مليون من البشر، صلى الله تعالى عليه وسلم تسليما كثيرا.