للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحصون وخرب النواحي، وأثخن في القتل والسبي والنهب وعاد إلى قرطبة ظافرا، وأرسل سنة ٢٠٠ هـ فرقة من الجيش لصد غارات المعتدين على بلاده فأمن بذلك شرهم وتفرغ السياسة الملك وتدبيره فنظم شؤونه واستقر له الأمر حتى توفي، فدفن في قرطبة، وكان أفحل بني أمية بالأندلس وأشدهم إقداما ونجدة - قاله المثري.

وترك أولادا كثيرين منهم عشرون ذكرا، عشرون أنثى، وكان أسمر طوالا أشم نحيفا لم يخضب ونظم الشعر الرقيق يتفكه به أورد بعضه صاحب البيان المغرب (ج ٢، ص ٧٠)، وفي نفخ الطيب قوله وأنشده بعد واقعة:

رأيت صدوع الأرض بالسيف رافعا … وقدما لأنت الشعب مذ كنت يافعا

فسائل ثغوري هل بها اليوم ثغرة … أبادرها مستنضي السيف دارعا

تنبئك أني لم أكن في قراعهم … بوان وقدما كنت بالسيف فارعا

وهل زدت إذ وفيتهم صاع قرضهم … فوافوا منايا قدرت ومصارعا

فهذي بلادي إنني قد تركتها … مهادا ولم أترك عليها منازعا

وعدد له صاحب الكامل صفات منها أنه تشبه بالجبابرة، وأنه أول من استكثر من المماليك بالأندلس، وأول من جند بها الأجناد المرتزقين ..

وقال المراكشي صاحب المعجب في تلخيص أخبار المغرب في الكلام عليه: الحكم بن هشام الملقب بالربضي كان طاغيا وله آثار سوء وهو الذي أوقع بأهل الربض فقتلهم وهدم ديارهم ومساجدهم، والربض محلة متصلة بقصره اتهم أهلها بمكيدة يدبرونها للإيقاع به ففعل بهم ذلك فسمي الحكم الربضي.

قال: وفي أيامه أحدث الفقهاء إنشاد أشعار الزهد والحض على قيام الليل في صوامع المساجد وأمروا أن يخلطوا مع ذلك شيئا من التعريض به مثل أن

<<  <   >  >>