لها مراسا وأطول لها تجربة مني؟ لقد مارستها وما بلغت العشرين فيها وقد نيفت على الستين، ولكنه لا رأي لمن لا يطاع».
قال الجاحظ: وهذه الخطبة خطب علي بها الناس وهو جالس على باب السدة، أقول: وذلك في الكوفة؛ فإنه كان اتخذها دار إمارة له.
وروى له أصحاب المجاميع والأقاصيص شعرا جعلوه في كتيب سموه (ديوان علي بن أبي طالب)، وجله أو كله مما ينطق ببراءته من علي لبعده عن بلاغة معاني أمير المؤمنين وضخامة ألفاظ ذلك الجيل العربي المحض وما يذكرونه ويعزونه إليه أشبه بشعر الفقهاء والمؤدبين فأين هو من ناشر لواء البلاغة (عليه رضوان الله وسلامه)، وقرأت في تاريخ النحاة للسيوطي كلمة نقلها عن المرزباني قال: ما صح عندنا ولا بلغنا أن علي بن أبي طالب قال
شعرا إلا هذين البيتين:
تلكم قريش تمنتني لتقتلني … فلا وربك ما برؤوا ولا ظفروا
فإن هلكت فرهن ذمتي لهم … بذات روقين لا يعفو لها أثر