للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كليب انضمام قبائل معد له وقيادته لجموعهم يوم خزاز، وهو من أيام العرب المشهورة كان بين معد واليمن فأظهر كليب شجاعة وبسالة ففض جموع اليمن وهزمهم وأطاعته معد فوثق بها ودخله زهو شديد وبغى على قومه حتى بلغ من بغيه أنه كان يحمي مواقع السحاب فيقول: ما أظلته هذه السحابة في حماي، فلا يرعى ما تظله، وكان يقول: وحش أرض كذا في جواري، فلا يصاد، ولا يورد أحد مع إبله، ولا توقد نار مع ناره، ولا يمر أحد بين بيوته، ولا يجتبي أحد في مجلسه، وحمى أرضا من العالية في أول الربيع فكان لا يقربها أحد، وبه يضرب المثل: يقال: «هو في حمى كليب» لمن كان آمنا، ومن أجله ثارت حرب البسوس التي هي أطول حرب نشبت في الجاهلية: قيل: دامت أربعين سنة، وسببها أنه رأى ناقة غريبة ترعى في أرض العالية التي هي في حماه فرماها بسهم فقتلها، وكانت الناقة لرجل يقال له سعد بن شمس الجرمي نزل ضيفا عند البسوس بنت منقذ التميمية خالة جساس بن مرة، وهو أخو زوجة كليب، فوقع الشقاق بين جساس وكليب على ما هو مسطور في كتب الأمثال (انظر كتاب «الصيب المنثال» لصاحب هذا الكتاب) وجعل جساس يترقب كليبا حتى انفرد به يوما فقتله، ونشبت الحرب بين التغلبيين رهط كليب، والبكريين رهط جساس، وكان بطل تلك المواقع مهلهل بن ربيعة أخو كليب، وسيأتي ذكره في ديوان الشعراء، وفي كامل التواريخ كلام طويل على يوم البسوس كما في أكثر كتب التاريخ والأخبار، وجاء في معجم البلدان (ج ٤ ص ١٩٨): قوله: وسوق الذنائب قرية دون زبيد من أرض اليمن وبه قبر كليب وائل .. قال مهلهل يرثيه:

أليلتنا بذي حسم أنيري … إذا أنت انقضيت فلا تحوري

فإن يك بالذنائب طال ليلي … فقد أبكي من الليل القصير

<<  <   >  >>