ونودي من بعده باسم أخيه أبي إسحق إبراهيم بن المقتدر ولقب المتقي لله مولده سنة ٢٩٧ هـ وخلافته سنة ٣٢٩ هـ، ودامت خلافته أربع سنين إلا شهرا أو أياما فلم يصنع شيئا إلا أنه تغيرت في أيامه بعض أسماء قواده أو بكلمة أجمع أسماء المسيطرين على الملك الذين كان هو وأشباهه آلة صماء في أيديهم، وكان موصوفا بالصلاح والتقى وفي أيامه قتل محمد بن رائق قتله ناصر الدولة بن حمدان (سنة ٣٣٠ هـ) وفي سنة ٣٣١ هـ تولى إمارة الأمراء تورون (أوطوزون) التركي ثم خافه المتقي على نفسه فخرج في أهله من عاصمته بغداد إلى الموصل ومنها إلى الرقة وتورون يأمر وينهى، وفي سنة ٣٣٣ هـ بعث إلى تورون يستأمنه فأقسم له بالأمان، فركب الفرات حتى إذا وصل السندية قبض عليه تورون وخلعه، وسمل عينيه فعمي، وأتى به إلى بغداد فأقام وهو أعمى حتى مات سنة ٣٥٧ هـ.
* *
وبايع تورون وأصحابه يوم خلع المتقي لأبي القاسم عبد الله المستكفي بالله بن المكتفي بالله بن المعتضد، وكان مستترا فلم تطل مدته غير سنة وأربعة أشهر مات في خلالها تورون (سنة ٣٣٤ هـ) وقدم عليه معز الدولة بن بويه الديلمي والي الأهواز، فخلع عليه المستكفي ولقبه منذ ذلك اليوم معز الدولة ولقب أخاه عليا عماد الدولة، وأخاه الحسن ركن الدولة وأمر أن تضرب ألقابهم وكناهم على الدنانير والدراهم فعل ذلك كله اتقاء لشرهم وخوفا من بطشهم به، ثم تغير عليه معز الدولة؛ فبينما كان المستكفي جالسا وحوله معز الدولة وبعض الأعيان أقبل رجلان من الديلم فتناولا يد المستكفي فظن أنهما يريدان تقبيلها فجذباه عن السرير وجعلا عمامته في رقبته وقاداه إلى منزل معز الدولة ثم سحل فعمي وسجن إلى أن مات، وكان مولده سنة ٢٩٦ هـ، وخلافته سنة / ٣٣٣ هـ، وخلعه سنة ٣٣٤ هـ ووفاته سنة ٣٣٨ هـ.