أنا ملك السلاطين والورد ملك الرياحين وكل منا أولى بصاحبه.
وكثرت الزلازل في أيامه فخرت أماكن كثيرة فعمر بعضها.
وقتله غلام تركي اسمه باغر بإيعاز من ابنه المنتصر، فدفن في سامراء.
وولي بعده ابنه المستنصر بالله أبو جعفر محمد بن المتوكل على الله بن المعتصم: مولده سنة ٢٢٣ هـ وخلافته بعد أبيه المتوكل سنة ٢٤٧ هـ ومات بسامراء سنة ٢٤٨ هـ، لم تطل مدته غير ستة أشهر، وكان حليما عاقلا غزير المعروف راغبا في الخير إلا أنه قويت في أيامه سلطة الغلمان فحرضوه على خلع أخويه المعتز والمؤيد وكانا ولي عهده فخلعهما وأهانهما فعاش أشهرا.
وقيل: مات مسموما بمبضع أحد أطبائه، توفي بسامراء ومولده بها، قال ابن الأثير: وهو أول خليفة من بني العباس عرف قبره، وذلك أن أمه طلبت إظهار قبره، وكانوا لا يحفلون بقبور موتاهم.
وكان قواد الأتراك قد تحكموا بالدولة والأموال فلم يرق لهم أن يجعلوا الخلافة في أبناء المتوكل وهم قاتلوه، فلما مات المستنصر اتفقوا على مبايعة أحمد بن محمد بن المعتصم ولقبوه المستعين بالله فولوه الخلافة فلم يكن له منها غير اسمه وكثرت فتن الغلمان المتسلطين في زمانه، وكان مولده بسامراء سنة ٢٢١ هـ، وولي الخلافة الموهومة سنة ٢٤٨ هـ ونقم عليه قواده الأتراك فخلعوه سنة ٢٥٢ هـ، ثم قتلوه في هذه السنة بواسط.
وبايعوا بعده المعتز بالله بن المتوكل وكان في سجن المستعين فأخرجوه وولوه سنة ٢٥٢ هـ ومولده سنة ٢٣١ هـ فلم يكن له من الملك إلا الزخرف الباطل، ولبث وليس في يده عقد ولا حل إلى سنة ٢٥٥ هـ فجاؤوه فطلبوا مالا لا يملكه المعتز فانزلوا مقداره إلى خمسين ألف دينار، وكانت أم المعتز قد قبضت على أمواله فسألها أن تعطيه ما يرضيهم فامتنعت فدخلوا عليه فضربوه، فخلع