وقال:
ضمنت لكم إن لم يعقني عائق … بأن سماء الضر عنكم ستقلع
سيوشك إلحاق معا وزيادة … وأعطية مني عليكم تبرع
فيجمعكم ديوانكم وعطاؤكم … به تكتب الكتاب شهرا وتطبع
وهو الذي قتل خالد بن عبد الله القسري وقال في ذلك قصيدته العامرة يوبخ أهل اليمن، وكانوا قد حاولوا نصرة خالد، ثم تخلوا عنه، وقيل: إن القصيدة لأحد شعراء اليمن جعلها على لسان الوليد ولا أراه حقيقة، قال الوليد:
ألم تهتج فتذكر الوصالا … وحبلا كان متصلا غزالا (١)
بلى فالدمع منك إلى انسجام … كماء المزن ينسجل انسجالا
فدع عنك أد كارك آل سعدى … فنحن الأكثرون حصى ومالا
ونحن المالكون الناس قسرا … نسومهم المذلة والنكالا
وطئنا الأشعري بعز قيس … فيالك وطأة لي تستقالا
وهذا خالد فينا أسير … ألا منعوه إن كانوا رجالا
عظيمهم وسيدهم قديما … جعلنا المخزيات له ظلالا
فلو كانت قبائل ذات عز … لما ذهبت صنائعه ضلالا
ولا تركوه مسلوبا أسيرا … يعالج من سلاسلنا الثقالا
ولكن الوقائع ضعضعتهم … وجدتهم وردتهم شلالا
وأثرت هذه القصيدة في اليمانية فأخذوا يسعون في قتله وقال حمزة ابن بيض الشاعر يرد على الوليد في أبياته السابقة:
وصلت سماء الضر بالضر بعدما … زعمت سماء الضر عنا ستقلع
(١) القصيدة أوردتها مصادر كثيرة .. وقد ورد الشطر الثاني برواية: … كان متصلا فزالا.