للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوليد ويدمجونها في أشعارهم، فقلت: إذا لم يكن الوليد ملكا هماما فهو شاعر مجيد، ولم أر أخلاء الكتاب من وصفه.

وهو: الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، ولي الخلافة بعد عمه هشام بعهد من أبيه يزيد. قال ابن الأثير المؤرخ بعد أن ذكر أخباره ونسبه: وكان من فتيان بني أمية وظرفائهم وشجعانهم وأجوادهم وأشدائهم منهمكا في اللهو والشرب وسماع الغناء، ومن جيد شعره قوله لما بلغه أن هشاما يريد خلعه وكتب إليه بالأبيات:

رأيتك تبني دائبا في قطيعتي … ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني

تثير على الباقين مجنى ضغينة … فويل لهم إن مت من شر ما تجني

كأني بهم والليت أفضل قولهم … ألا ليتنا والليت إذ ذاك لا يغني

كفرت يدا من منعم لو شكرتها … جزاك بها الرحمن ذو الفضل والمن

يشير إليه بأنه لو صرف الخلافة عنه ومات لحدثت حروب ووقائع وفتن، ولما مات هشام أتى خبره الوليد، وهو في مجلس طرب فأصغى قليلا وأمر مغنيه أن يغنيه:

طاب يومي ولد شرب السلافة … وأتانا نعي من بالرصافة

وأتانا البريد ينعي هشاما … وأتانا بخاتم للخلافة

فاصطحبنا من خمر عانة صرفا … ولهونا بقينة عرافة

فغناه بها وفي صبيحة اليوم الثاني من توليته أجرى على الزمني من أهل الشام الجرايات وكسا المعوزين وأمر بإحصاء العميان، وأن يدفع إلى كل واحد منهم خادم يخدمه وفرق على الناس العطايا والمنح ولم يسأل شيئا إلا سمح به،

<<  <   >  >>