للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثاني: نرى الزركلي يدخل طرفا في الخلافات ويرجح رأيا أو يصوب تاريخا أو موقفا كما في ترجمة (علي الرضى) فيقول: « … وفي سبائك الذهب للقلقشندي أن وفاته كانت سنة ٢٣٠ هـ والصحيح ما ذكرته [٢٠٣ هـ] واعتمده ابن خلكان وأكثر المؤرخين».

والزركلي لم ينقل فقط، ولكنه حاضر في كتابه له آراؤه، ففي ترجمة (جعفر الصادق) يقول: «والشيعة تذكر أن لجعفر كتابا يدعونه (الجفر) ذكر فيه كل ما يحتاجون إلى علمه إلى يوم القيامة. وهذا الوصف باطل» .. كما أنه لم يقر للفيلسوف الألماني ماربين في كتابه «السياسة الإسلامية» بشأن الحسين (انظر: ترجمة الحسين بن علي) ولذلك نرى للزركلي آراء كثيرة، فله رأي في البدع والأوهام والخرافات (انظر: ترجمة علي الخالص) ورأي عن أهل السنة والشيعة (انظر: ترجمة: المعتصم بالله).

كما نجد له رأيا أدبيا ونقديا، ففي ترجمة (سليمان بن الحكم الأندلسي) وقد أورد أبياتا شعرية ثم قال: «وهذه القصيدة إنما نظمها المستعين معارضا الأبيات التي عملها العباس بن الأحنف على لسان هارون الرشيد، وأورد منها أبياتا ثم قال .. وهذه القطعة أرشق وأعذب … ».

- والكتاب على الرغم من صغر حجمه فإنه يضم الكثير من اللقطات، فتجد لقطات لغوية (ترجمة حمير/ تبع/ الضيزن السليحي/ الناصر)، ففي ترجمة حمير - مثلا - يتعرض للغة اليمن التي تختلف عن لغة العرب الحجازيين، فيتكلم عن (الوتم) وهو إبدال السين تاء فيقول: النات بدلا من الناس، وكذلك عن (الشنشنة) وهي إبدال الكاف شيئا، وإبدال لام التعريف ميما، وقد ورد أن رسول الله تكلم بتلك اللغة، حيث قال: «ليس من امبر امصيام في امسفر»، ويقصد: «ليس من البر الصيام في السفر … » إلخ.

كما نراه يعدد أسماء الأصنام عند العرب، وما تعبده القبائل منها (ترجمة عمرو بن لحي).

- اعتمد الزركلي على بعض كتب ليست لدينا تلك النسخ التي اعتمد عليها

<<  <   >  >>