ففي (ترجمة علي الهادي) أورد أبياتا شعرية، وذكر أن الأبيات أكثر من ذلك في كتاب «الكنز المدفون» ولكن بالرجوع للكنز المدفون لم نر الأبيات على ما ذكره الزركلي، وعلى هذا فقد اعتمد الرجل على نسخة للكنز ليست بين أيدينا الآن .. وفي هذا السياق ذكر الزركلي كتابا له تحت عنوان «الصيب المنثال في شرح أرجوزة الأمثال»، كما أشار إليه في ترجمة (كليب) وأسأل الله أن نعثر عليه في قابل الأيام، ليعد إضافة حقيقية لتراث الرجل الأدبي والثقافي.
- في ثنايا بعض الترجمات ينوه الرجل إلى أن هناك تراجم للشعراء والقواد وغيرهم، ففي ترجمة (كليب) - مثلا - أشار إلى أنه سيترجم للمهلهل في (ديوان الشعراء)، وكذلك في ترجمة (عمرو بن هند) ذكر أنه سيترجم لعبيد بن الأبرص … إلخ مما يؤكد أن الرجل بدأ كتابه بطموحات كبيرة وآمال عريضة ثم عدل عنها، وهو ما أشار إليه في نهاية الكتاب، وربما وجد في كتابه «الأعلام» غنى عن هذه التراجم فتوقف عند هذا الحد.
- وأخيرا إليك عزيزي القارئ، هذا الكتاب الصغير حجما، الكبير مقاما، الكثير علما فهو بحق موسوعة أدبية جامعة به الأنساب والشعر، والحكم والتاريخ، والمعارك والفتوحات، والأقوال والنوادر …
وبعد .. فهذه نسخة خطية واحدة .. اجتهدت لضبطها ما استطعت ولم أتدخل في النص إلا نادرا وقد وضعته بين معقوفتين [] لنبين للقارئ أن ما بينهما ليس للزركلي. فإن باءت اجتهاداتي بالفلاح فمن الله وحده، وإن كانت الأخرى فمني التقصير وللقارئ، الاعتذار، والله أسأل التوفيق والسداد، إنه نعم المولى ونعم النصير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.