كما كان الرجل حريصا على ذكر خاتمة للترجمة يضمنها مدة تولية الخلافة بالسنين والشهور وأحيانا الأيام، وذكر عدد أولاده ومكان دفنه.
- حرص الزركلي أن يذكر مصادره في كتابه - على الرغم من تصريحه المباشر على أنه سيذكرهم بقائمة في نهاية الكتاب، ولكنه لم يفعل - وقد أحصيت عدد المصادر التي ذكرها في ثنايا التراجم فتعدت السنين مصدرا، ما بين مصادر تختص بالتاريخ العربي والإسلامي في الشرق كتاريخ الشام لابن عساكر، وتاريخ بغداد والمعارف لابن قتيبة، والأغاني للأصفهاني، وبين كتب تضم التاريخ المغربي والأندلسي كنفح الطيب للمقري، والبيان المغرب لابن عذارى المراكشي أو المعجب في تلخيص أخبار المغرب، كما اعتمد على كتب تاريخيه عامة كالكامل في التاريخ لابن الأثير وتاريخ الطبري، وتاريخ ابن الوردي .. كما اعتمد على كتب الأنساب ككتاب .. «سبائك الذهب» للقلقشندي، وكذا نجد كتب التراجم، فتجد وفيات الأعيان لابن خلكان، وشذرات الذهب لابن العماد، وتاريخ النحاة للسيوطي .. لم يتوقف الزركلي على الكتب العربية فتعداها إلى كتب مترجمة ككتاب «السياسة الإسلامية» لماربين، وتاريخ الجاهلية لدى برسفال كما اعتمد على العديد من الدوريات كمجلة لغة العرب، ومجلة الشرق.
- وكما كان الرجل حريصا على ذكر المصادر والمراجع .. كان - أيضا - حريصا على ذكر خلافات المؤرخين، ولكنه عند الخلاف يتجاذب الزركلي جانبان ..
الأول منهما .. أنه يذكر الخلاف فقط كما في ترجمة (الحسين بن علي)، قال: وبعد قتال عنيف نشب بين الفريقين، أصيب الحسين بجراح شديدة، فسقط عن فرسه، فقتلوه، قيل قاتله سنان بن أنس النخعي، وقيل: الشمر بن ذي الجوشن، وأرسل رأسه ونساؤه وذراريه إلى يزيد … . واختلفوا في الموضع الذي دفن رأس الحسين فيه، فقائل في الشام، وقائل بل دفن مع الجثة في كربلاء وقائل غير ذلك فقد ذكر الزركلي الخلاف ولم يبد رأيا فيه.