وأخذ عن أبي علي الدَّقَّاق، عن موسى بن نصر الرَّازي، وموسى آخر من أخذ عن محمَّد بن الحسن.
وأخذ عنه العلم وتفقَّه عليه الشَّيخ الإمام أبو الحسن الكرخي، والشَّيخ الإمام أبو طاهر الدبَّاس، والشَّيخ الإمام الفقيه أبو عَمْرو الطَّبري.
بَرْدَع -بالباء الموحدة وسكون الراء وفتح الدال المهملة وفي آخرها العين المهملة-: بلدة من أقصى بلاد أَذْرَبيجان، كذا ضبطه عبد القادر.
وفي "القاموس": البردعة: مدينة بأذربيجان، وقد تنقَّط داله، وإهمال داله أكثر.
حكي أنَّ أبا سعيد البَرْدَعي دخل بغداد حاجًّا، فوقف على داود بن علي صاحب الظاهر، وكان يكلِّم رجلًا من أصحاب أبي حنيفة، وقد ضعف في جوابه الحنفي، فجلس أبو سعيد البَرْدَعي، فسأله أبو سعيد البَرْدَعي عن بيع أمهات الأولاد، فقال: يجوز؛ لأنا أجمعنا على جواز بيعهن قبل العلوق، فلا يزول الإجماع إلا بإجماع مثله، فقال له: وأجمعنا أن بعد العلوق قبل وضع الحمل لا يجوز بيعهن، فيجب أن نتمسك بهذا الإجماع، ولا نزول عنه إلا بإجماع مثله، قال (١): فانقطع داود، وقال: ننظر في هذا.
وقام أبو سعيد، فعزم على القعود ببغداد والتَّدريس؛ لما رأى من غلبة أصحاب الظاهر، فلما كان بعد ذلك رأى في المنام كأن قائلًا يقول: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾ [الرعد: ١٧]، فانتبه بدقِّ الباب، فإذا قائل يقول: قد مات داود بن علي صاحب المذهب الظاهري، فإن أردت أن تصلِّي فاحضر.
وأقام أبو سعيد البَرْدَعي ببغداد سنين كثيرة يدرِّس بها، ثم خرج إلى الحج، (فقتل في وقعة القرامطة مع الحج)(٢) سنة سبع عشرة وثلاثمئة.