للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مذمومًا، بل كان مأجورًا أو محمودًا، وهو في سَعة منه، وهكذا كان أفعال الأئمة.

فأما الذي لم يكن من أهل الاجتهاد فانتقل من قول إلى قول من غير دليل، لكن بما يرغب في عرض الدنيا وشهوتها فهو مذموم آثم مستوجب للتأديب والتعزير؛ لارتكابه المنكر في الدين، واستخفافه بدينه ومذهبه، حتى حكي أنّ رجلًا عند الشَّيخ أبي حفص الكبير ترك مذهبه، وكان يقرأ خلف إمامه ويرفع يديه عند الركوع ونحوه، فأخبر الشَّيخ بذلك فغضب به وعنَّفه، وأمر السُّلطان حتى أمر الجلاد بأن يضربه بالسياط، حتى دخل ناس كثير على الشَّيخ وتشفَّعوا إليه وتاب، وأدخلوه عليه، فعرض عليه ما يجب عرضه من باب الدِّين، ثم خلى سبيله.

قال الشَّيخ أبو (١) عبد الرَّحمن ابن أبي الليث في بعض تصانيفه: ومن الواجب على طالب العلم أن لا يكون ذا وجهين ولسانين: ﴿مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ﴾ [النساء: ١٤٣] فلو أكل لحم نفسه خيرٌ له من أن يأكل بدينه.

وفي "خلاصة الفتاوى" في الفصل الرابع من كتاب الوقف: وعن الأنصاري -وكان من أصحاب زفر فيمن وقف الدراهم أو الطعام، أو ما يكال، أو ما يوزن، أيجوز ذلك؟ قال: نعم. قيل: كيف؟ قال: يدفع الدراهم مضاربة، ثم يتصدَّق بفضلها في الوجه الذي وقف عليه، وما يكال ويوزن يباع (٢) فيدفع ثمنه مضاربة أو بضاعة كالدَّارهم، انتهى] (٣).

ومن تلامذة زفر رحمه الله تعالى: محمَّد بن عبد الله الأنصاري، وخلف بن أيوب، وعصام بن يوسف، وأخذ الفقه عنه هلال الرأي، وهو أخذ عن أبي يوسف


(١) ساقطة من: أ.
(٢) ساقطة من: أ.
(٣) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>