للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فقال مَن إلى جنبه: أَبْرِز ما عندك، هل شيء آخر؟ فغضب سفيان الثَّوري وقال: ماذا يكون عنده بعد قضاء عليٍّ ؟ يعني في الوطء بالشُّبهة.

فقال أبو حنيفة: يؤتى بالزَّوجين، فأُتِيَ بهما، فسأل كلُّ واحدٍ منهما: هل تعجبُك المرأة التي دخلت. قالا: نعم. ثم قال لكلِّ واحدٍ منهما: طلِّق امرأتك تطليقة فطلَّقها، ثم زوَّج كلَّ واحد منهما المرأة التي دخل بها، ثم قال: قوما إلى أهليكما على بركة الله تعالى.

وقال سفيان ما هذا الذي صنعْتَ؟ قال: أحسنُ الوجوه وأقربها إلى الألفة، وأبعدها عن العداوة، أرأيت لو صبر كلُّ واحد منهما إلى أن تنقضي العدة، أما كان يبقى في قلب كلِّ واحد منهما شيء لدخول أخيه بزوجته، ولكن أمرت كلَّ واحد منهما حتى طلَّق زوجته، ولم يكن بينه وبين زوجته دخول ولا خلوة ولا عدة عليها من الطلاق، ثم زوَّجت كلَّ واحد منهما ممَّن وطئها، وهي معتدة منه، وعدته لا تمنع نكاحه، وأقام كلُّ واحد منهما مع زوجته، وليس في قلب كلِّ واحد منهما شيء.

فتعجَّبوا من فطنة أبي حنيفة وحسن تأمله، وفي هذه الحكاية بيان فقه هذه المسألة. إلى هنا كلام القاضي ظهير الدِّين.

وعن نصير بن يحيى تلميذ أبي سليمان الجُوْزَجاني -هو تلميذ الإمام محمَّد- عن أبي يوسف أنَّه قال: أول ما وضع الإمامُ كتابَ الصلاة وسمَّاه "كتاب العروس"، ثم ترك المجلس، فلامه أصحابه، وقالوا: دعوتنا إلى هذا العلم ثم تركته! فقال: تركته لرؤيا هائلة، وروي هذه الرُّؤيا عن الإمام جماعة كثيرة] (١)؛ منهم (٢) محمَّد بن أبي


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ع: (مما روي عن الإمام).

<<  <  ج: ص:  >  >>