وصاحب معه مصاحبة دائمة، وكان لذيذ الصحبة، كثير النادرة، خفيف البديهة (١).
وله اليد الطولى في الشعر، (وكان يقول الشعر)(٢) في التركي والعربي والفارسي، (وأكثر شعره في التركي، وغلب في شعره فصاحته على بلاغته)(٣)، وله ديوان (كامل في الشعر)(٤) التركي.
وقد مال إليه السُّلطان محمَّد خان ميلًا عظيمًا حتى استوزره مدة، ثم عزله عن الوزارة، وجعله أميرًا على بعض البلاد، مثل تِيرَه وأَنْقَرَه وبروسا، ومات وهو أمير مدينة بروسا سنة اثنتين وتسعمئة، ودفن بها، والمدرسة المشهورة هناك (٥) بولي الدِّين زاده، بناها ذلك الفاضل وهو أمير بها، وبها قبة مبنية على قبره مكتوب على باب القبة تاريخه.
[قال محمَّد بن أفلاطون نائب المحكمة الشريفة ببروسا حين مات أحمد باشا هذه الأبيات:
هذه مشكاة أنوار لمن … عدَّه الرَّحمن من ممدوحه
فرَّ من أدناس تلك الدَّار إذْ … كان مشتاقًا إلى سبوحه
قال روح القدس في تاريخه … إنَّ في الجنات مأوى روحه
وكان شريف النَّسب، رفيع القدر، لطيف الحسب، لم يتزوَّج أصلًا، ولم يبقَ له عقب، أشار إلى شرف نسبه بما كتبه في بعض مكاتباته بالأبيات، منها:
(١) ض: البداهية. (٢) ساقطة من: ع. (٣) ساقطة من: ع. (٤) ع: شعر في. (٥) ض، أ: بها.