جوي، (فاضلًا كاملًا متقنًا)(١)، وكتب (٢) بخطِّه كتبًا كثيرة من الكتب المتداولة (٣)، وقفها على أولاده، والآن من هذه الكتب كتب كثيرة في يد حفيده المولى الفاضل المزبور، وانتفعت ببعضها.
ثم اشتغل في العلوم اشتغالًا عظيمًا، واجتهد وبالغ إلى أن صار أوحد أقرانه وفارس ميدانه، فوصل إلى خدمة المولى سعدي جلبي بن النَّاجي بك، فأخذ عنه وهو من تلامذة المولى الحاج حسن زاده تلميذ المولى يكان، والمولى قاسم الشَّهير بقاضي زاده تلميذ المولى خضر بك.
ثم وصل إلى خدمة المولى بالي الأسود، فأخذ عنه العلوم الشرعية، وحصَّل الفروع والأصول، وبلغ عنده رتبة الفضل والكمال (٤)، ونال منه القَبول، حتى صار معيدًا لدرسه، ثم تزوَّج بنت هذا المولى، وهذا المولى المذكور القاضي بالعسكر، ولد له منها أولاد (٥)، وهي الآن حيَّة، ثم صار مدرِّسًا بمدرسة أمير الأمراء بأَدْرَنة، ثم بمدرسة أحمد باشا بن ولي الدِّين ببروسا.
وأحمد باشا بن المولى ولي الدِّين الحسيني (نوَّر الله مرقدهما)(٦)، كان عالمًا فاضلًا، وكان مدرِّسًا بمدرسة السُّلطان مراد خان بمدينة بروسا، وقاضيًا بمدينة أَدْرَنة، ثم جعله السُّلطان محمَّد خان قاضيًا بالعسكر، ثم جعله معلِّمًا لنفسه،