للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال: لأي سبب هو في سوء الحال، قال: إني أسقطته من عيني لتركه طريقتي، فنصح الشَّيخ له ولم يؤثر (فيه نصحه) (١).

ولما قاموا عن المجلس قال الشَّيخ للمولي خواجه زاده: ادن مني، فدنا منه فقال له: لا تتأثر من سوء الحال، فإنّ الطريق طريقك، ويكون لك إن شاء الله تعالى شأن عظيم، ويقوم إخوتك عندك في مقام الخدام والعبيد، وكان لا يملك إلا قميصًا واحدًا، وكان لا يفتر عن اشتراء الكتب، ويكتب كتابه لنفسه على أوراق ضعيفة أرخصها، ثم إنّه حصّل العلوم، ثم وصل إلى خدمة المولى ابن قاضي آيا ثُلُوغْ، وقرأ عنده الأصولَيْن والمعاني والبيان في مدرسة أغراس.

ثم وصل إلى خدمة المولى خضر بك بن جلال الدين، وهو مدرِّس بسلطانية بروسا، وصار معيد الدرس، وحصَّل عنده علومًا كثيرة وهو في سن الشباب، (وكان المولى المذكور يكرمه إكرامًا كثيرًا) (٢)، وكان يقول إذا أشكلت عليه (٣) مسألة: فليعرضها (٤) على العقل السليم، يريد به المولى خواجه زاده.

ثم أرسله المولى خضر بك إلى السُّلطان مراد خان، وشهد له باستحقاق التدريس، فقَبِله السُّلطان إلا أنّه كان متوجهًا إلى السفر، وأعطاه قضاء (٥) بكَسْتَل، ولما


(١) أ: نصحة فيه؛ ع: له نصحه.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) ض، أ: على.
(٤) ض، أ: فلنعرضها.
(٥) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>