للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بعِوَض باشا، وكان يبغض المولى الفَنَاري، ولما عمي المولى الفَنَاري في أواخر عمره، قال الوزير المذكور يومًا (١): أرجو من الله أن أصلِّي على هذا الشَّيخ الأعمى، فسمعه المولى الفَنَاري وقال: إنه جاهل عامي لا يحسن الصلاة على الميت، وأنا أرجو من الله تعالى أن يشفيني ويعميه وأصلي عليه، فشفاه الله العزيز القدير، وكحَّل السُّلطان بحديدة محماة (عين الوزير) (٢) فعمي، ثم مات، وصلَّى عليه المولى الفَنَاري.

عاش معظَّمًا مكرَّمًا محترمًا في دولة السلاطين الثلاثة العثمانية: السُّلطان يِلْدِرِمْ بايزيد خان، وابنه السُّلطان محمَّد خان (٣)، وابن ابنه السُّلطان مراد خان بن السُّلطان محمَّد خان بن السُّلطان بايزيد خان، فكان مقبولًا عند الخاص والعام، إلى أن استأثر الله تعالى بروحه.

ثم بعده انتهت رياسة الدرس والفتوى ومنصب القضاء إلى تلميذه المولى الفاضل محمَّد بن أرمغان الشهير بالمولى يكان في دولة السُّلطان مراد خان، بويع له بالسلطنة بعد أبيه السُّلطان محمَّد خان، في سنة خمس وعشرين وثمانمئة، وعاش في السلطنة إلى خمس وخمسين وثمانمئة.

وعن الإمام العلامة جلال الدِّين السيوطي أنه قال: سمعت من شيخنا العلامة محيي الدِّين الكافية جي أنّ نسبة الفَنَاري إلى صنعة (٤) الفنار، قال صاحب "الشقائق": سمعت والدي أنه يحكي عن جدي : أنّ نسبته إلى قرية مسمَّاة بفنار.

قال السيوطي: لازمه (٥) شيخنا محيي الدِّين الكافية جي، وكان يبالغ في الثناء


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) ض: محمد، ثانية؛ ساقطة من: ع.
(٤) ع: عمل.
(٥) أ: لازمت.

<<  <  ج: ص:  >  >>