ثلاث عشرة من الهجرة، وله ثلاث وستون سنة، وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وثمانية أيام.
وهو أول خليفة قضى وألزم، وأول إمامٍ قام بأمر الدِّين، وحكم بين المسلمين، بعد نبيِّنا ﷺ خاتم النبيين وأفضلهم، ولم يختلف عليه ولا فيه أحدٌ من الصحابة رضوان الله عليهم. [وكان من أهل الاجتهاد، ولولا أنّه كان كذا، كان أهلًا بأن تولَّى الحكم والأمر والنَّظر على المسلمين، ولا يجوز أن يكون القائم في أمر الأمَّة بعد الرَّسول إلَّا من يعلم الجميع، لا سيَّما ولم يفرِّق بين المسلمين مالًا، ولا استعان على الصَّحابة بعشيرة.
بُويع له يوم وفاة النبيِّ ﷺ، وهو القائل للأنصار: يا معاشر الأوس والخزرج! أما علمتم أنَّا معاشر قريش أكرم العرب أنسابًا، وأتقنها أحسابًا، وأنَّا نزلنا من العرب أحياها منزلة الوسط من القلادة، وأنّ العرب جِيْبَتْ (١) عنَّا كما جِيْبَت (٢) الرَّحى عن القُطَب، وأَنَّا عترة النبيِّ ﷺ. . . والخبر طويل (٣). فسلَّموا له بنظر وإذعان واعتراف له بالتَّقدم والعلم والسِّن] (٤).
وكان ﵁ كبير الشَّأن، زاهدًا صابرًا خاشعًا (صادقًا رؤوفًا)(٥)، عديم النَّظير في الصَّحابة، وكان أفضل النَّاس بعد الأنبياء.
ولما قُبضَ النبيُّ ﷺ ارتدَّت العرب ومَنعَتِ الزكاة، فلمَّا استُخْلِف الصِّدِّيق جمع